المنتخب في تفسير القرآن الكريم للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية - المنتخب [إخفاء]  
{أَلَيۡسَ ذَٰلِكَ بِقَٰدِرٍ عَلَىٰٓ أَن يُحۡـِۧيَ ٱلۡمَوۡتَىٰ} (40)

40- أليس ذلك المبدع الفعَّال لهذه الأشياء بقادر على أن يُحْيى الموتى بعد جمع عظامهم ؟ .

 
تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{أَلَيۡسَ ذَٰلِكَ بِقَٰدِرٍ عَلَىٰٓ أَن يُحۡـِۧيَ ٱلۡمَوۡتَىٰ} (40)

{ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتَى } بلى إنه على كل شيء قدير . تم تفسير سورة القيامة ، ولله الحمد والمنة ، وذلك في 16 صفر سنة 1344{[1303]} .

ختام السورة:

المجلد التاسع من تيسير الكريم الرحمن في تفسير القرآن لجامعه الفقير إلى الله : عبد الرحمن بن ناصر بن عبد الله السعدي غفر الله له ولوالديه وللمسلمين آمين .


[1303]:- في ب: والحمد لله رب العالمين، وصلى الله على محمد وسلم.
 
التفسير الوسيط للقرآن الكريم لسيد طنطاوي - سيد طنطاوي [إخفاء]  
{أَلَيۡسَ ذَٰلِكَ بِقَٰدِرٍ عَلَىٰٓ أَن يُحۡـِۧيَ ٱلۡمَوۡتَىٰ} (40)

وجملة { أَلَيْسَ ذَلِكَ بِقَادِرٍ على أَن يُحْيِيَ الموتى } بمثابة النتيجة بعد المقدمات والأدلة .

أى : أليس ذلك الرب العظيم الشأن والقدرة ، الذى أحسن كل شئ خلقه : والذى خلق الإِنسان فى تلك الأطوار المتعددة . . أليس ذلك الإِله صاحب الخلق والأمر .

{ بِقَادِرٍ على أَن يُحْيِيَ الموتى } وعلى أن يعيدهم إلى الحياة مرة أخرى ، ليجازى الذين أساءوا بما عملوا ، ويجازى الذين أحسنوا بالحسنى ؟ بلى إنه لقادر على ذلك قدرة تامة .

وقد ساق الإِمام ابن كثير عند تفسيره لهذه الآية جملة من الأحاديث منها : أن رجلا كان إذا قرأ هذه الآية قال : سبحانك اللهم وبلَى . فسئل عن ذلك فقال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ذلك .

وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .

 
تفسير القرآن العظيم لابن كثير - ابن كثير [إخفاء]  
{أَلَيۡسَ ذَٰلِكَ بِقَٰدِرٍ عَلَىٰٓ أَن يُحۡـِۧيَ ٱلۡمَوۡتَىٰ} (40)

ثم قال : { أَلَيْسَ ذَلِكَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتَى } أي : أما هذا الذي أنشأ هذا الخلق السوي من هذه النطفة الضعيفة بقادر على أن يعيده كما بدأه ؟ وتناولُ القدرة للإعادة إما بطريق الأولى بالنسبة إلى البداءة ، وإما مساوية على القولين في قوله : { وَهُوَ الَّذِي يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ } [ الروم : 27 ] .

والأول أشهر كما تقدم في سورة " الروم " بيانه وتقريره ، والله أعلم .

قال ابن أبي حاتم : حدثنا الحسن بن محمد بن الصباح ، حدثنا شبابة ، عن شعبة ، عن موسى بن أبي عائشة ، عن آخر : أنه كان فوق سطح يقرأ ويرفع صوته بالقرآن ، فإذا قرأ : { أَلَيْسَ ذَلِكَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتَى } ؟ قال : سبحانك اللهم فبلى . فسئل عن ذلك فقال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ذلك . وقال أبو داود ، رحمه الله : حدثنا محمد بن المثنى ، حدثنا محمد بن جعفر ، حدثنا شعبة ، عن موسى بن أبي عائشة قال : كان رجل يصلي فوق بيته ، فكان إذا قرأ : { أَلَيْسَ ذَلِكَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتَى } ؟ قال{[29574]} سبحانك ، فبلى ، فسألوه عن ذلك فقال : سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم .

تفرد به أبو داود{[29575]} ولم يسم هذا الصحابي ، ولا يضر ذلك .

وقال أبو داود أيضا : حدثنا عبد الله بن محمد الزهري ، حدثنا سفيان ، حدثني إسماعيل بن أمية : سمعت أعرابيا يقول : سمعت أبا هُرَيرة يقول : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من قرأ منكم بالتين والزيتون فانتهى إلى آخرها : { أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَحْكَمِ الْحَاكِمِينَ } ؟ فليقل : بلى ، وأنا على ذلك من الشاهدين . ومن قرأ : { لا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ } فانتهى إلى : { أَلَيْسَ ذَلِكَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتَى } ؟ فليقل : بلى . ومن قرأ : { وَالْمُرْسَلات } فبلغ { فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ } ؟ فليقل : آمنا بالله " .

ورواه أحمد ، عن سفيان بن عيينة . ورواه الترمذي عن ابن أبي عمر ، عن سفيان بن عيينة{[29576]} . وقد رواه شعبة ، عن إسماعيل بن أمية قال : قلت له : من حدثك ؟ قال رجل صدق ، عن أبي هريرة{[29577]}

وقال ابن جرير : حدثنا بشر ، حدثنا يزيد ، حدثنا سعيد ، عن قتادة ، قوله : { أَلَيْسَ ذَلِكَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتَى } ذُكِر لنا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا قرأها قال : " سبحانك وبلى " {[29578]} .

قال ابن أبي حاتم : حدثنا أحمد بن سنان الواسطي ، حدثنا أبو أحمد الزبيري ، حدثنا سفيان ، عن أبي إسحاق ، عن مسلم البطين ، عن سعيد بن جُبَير ، عن ابن عباس أنه مر بهذه الآية : { أَلَيْسَ ذَلِكَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتَى } ؟ ، قال : سبحانك ؛ فبلى .

آخر تفسير سورة " القيامة " ولله الحمد والمنة


[29574]:- (1) في م: "فقال".
[29575]:- (2) سنن أبي داود برقم (884)، ومن طريقه البيهقي في السنن الكبرى (2/310).
[29576]:- (3) سنن أبي داود برقم (887)، والمسند (2/249)، وسنن الترمذي برقم (3347). وقد جاء تسمية هذا الأعرابي في رواية الحاكم، فرواه في المستدرك (2/510) من طريق يزيد بن عياض، عن إسماعيل بن أمية، عن أبي اليسع، عن أبي هريرة بنحوه وقال: "هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه". قلت: يزيد بن عياض كذاب.
[29577]:- (4) انظر: تحفة الأشراف للمزي (11/105)، وقد ذكر له متابعات أخرى.
[29578]:- (5) تفسير الطبري (29/125).
 
أنوار التنزيل وأسرار التأويل للبيضاوي - البيضاوي [إخفاء]  
{أَلَيۡسَ ذَٰلِكَ بِقَٰدِرٍ عَلَىٰٓ أَن يُحۡـِۧيَ ٱلۡمَوۡتَىٰ} (40)

ولذلك رتب عليه قوله أليس ذلك بقادر على أن يحيي الموتى .

ختام السورة:

عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان إذا قرأها قال سبحانك بلى وعنه صلى الله عليه وسلم من قرأ سورة القيامة شهدت له أنا وجبريل يوم القيامة أنه كان مؤمنا به .

 
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية [إخفاء]  
{أَلَيۡسَ ذَٰلِكَ بِقَٰدِرٍ عَلَىٰٓ أَن يُحۡـِۧيَ ٱلۡمَوۡتَىٰ} (40)

ثم وقف تعالى توقيف التوبيخ وإقامة الحجة بقوله : { أليس ذلك بقادر على أن يحيي الموتى } وقرأ الجمهور بفتح الياء الأخيرة من » يحييَ « ، وقرأ طلحة بن مصرف وسليمان والفياض بن غزوان بسكونها ، هي تنحذف من اللفظ لسكون اللام من { الموتى } ، ويروى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا قرأ هذه الآية قال : » سبحانك اللهم وبحمدك وبلى{[11493]} « ، ويروى أنه كان يقول : » بلى{[11494]} «فقط .

نجز تفسير سورة { القيامة } والحمد لله رب العالمين .


[11493]:أخرجه عبد بن حميد، وابن الأنباري في المصاحف، عن صالح أبي الخليل، وأخرج عبد الرزاق، وعبد بن حميد، عن قتادة في قوله تعالى: [سدى] قال: أن يهمل، وفي قوله: (أليس ذلك بقادر على أن يحيي الموتى)، قال: ذكر لنا أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول: إذا قرأها : (سبحانه وبلى).
[11494]:أخرج البخاري في تاريخه عن أبي أمامة قال: صليت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد حجته، فكان يكثر من قراءة (لا أقسم بيوم القيامة)، فإذا قال: (أليس ذلك بقادر على أن يحيي الموتى) سمعته يقول: (بلى) وأنا على ذلك من الشاهدين.
 
التحرير والتنوير لابن عاشور - ابن عاشور [إخفاء]  
{أَلَيۡسَ ذَٰلِكَ بِقَٰدِرٍ عَلَىٰٓ أَن يُحۡـِۧيَ ٱلۡمَوۡتَىٰ} (40)

وجملة { أليس ذلك بقادر على أن يحيي الموتى } واقعة موقع النتيجة من الدليل لأن خلق جسم الإِنسان من عدم وهو أمر ثابت بضرورة المشاهدة ، أحق بالاستبعاد من إعادة الحياة إلى الجسم بعد الموت سواء بقي الجسم غير ناقص أو نقص بعضُه أو معظمه فهو إلى بَثثِ الحياة فيه وإعادةِ ما فنِيَ من أجزائه أقرب من إيجاد الجسم من عدم .

والاستفهام إنكار للمنفي إنكارَ تقرير بالإِثبات وهذا غالب استعمال الاستفهام التقريري أن يقع على نفي ما يراد إثباته ليكون ذلك كالتوسعة على المقرَّر إن أراد إنكاراً كناية عن ثقة المتكلم بأن المخاطب لا يستطيع الإِنكار .

وقد جاء في هذا الختام بمحسّن ردّ العجز على الصدر ، فإن السورة افتتحت بإنكار أن يحسب المشركون استحالة البعث ، وتسلسلَ الكلام في ذلك بأفانين من الإِثبات والتهديد والتشريط والاستدلال ، إلى أن أفضى إلى استنتاج أن الله قادر على أن يحييَ الموتى وهو المطلوب الذي قدم في قوله : { أيحسب الإِنسان أن لن نجمع عظامه بلى قادرين على أن نسوّي بَنَانه } [ القيامة : 3 ، 4 ] .

وتعميم الموتى في قوله : { أليس ذلك بقادر على أن يحيي الموتى } بعدَ جريان أسلوببِ الكلام على خصوص الإِنسان الكافر أو خصوص كافر معيّن ، يجعل جملة { أليس ذلك بقادر على أن يحيي الموتى } تذييلاً .