روح المعاني في تفسير القرآن والسبع المثاني للآلوسي - الآلوسي  
{أَلَيۡسَ ذَٰلِكَ بِقَٰدِرٍ عَلَىٰٓ أَن يُحۡـِۧيَ ٱلۡمَوۡتَىٰ} (40)

{ أَلَيْسَ ذَلِكَ } العظيم الشأن الذي أنشأ هذا الإنشاء البديع { بِقَادِرٍ } أي قادراً وقرأ زيد يقدر مضارعاً { على أَن يُحْيِىَ الموتى } وهو أهون من البدء في قياس العقل وقرأ طلحة بن سليمان والفيض بن غزوان على أن يحيى بسكون الياء وأنت تعلم أن حركاتها حركة إعراب لا تنحذف إلا في الوقف وقد جاء في الشعر حذفها بدونه وعن بعضهم يحيى بنقل حركة الياء إلى الحاء وإدغام الياء في الياء قال ابن خالويه لا يجيز أهل البصرة سيبويه وأصحابه إدغام يحيى قالوا لسكون الياء الثانية ولا يعتدون بالفتحة فيها لأنها حركة إعراب غير لازمة والفراء أجاز ذلك واحتج بقوله تمشي بشدة فتعي يريد فتعايا وبالجملة القراءة شاذة وجاء في عدة أخبار أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا قرأ هذه الآية قال سبحانك اللهم وبلى وفي بعضها سبحانك فبلى وأخرج أحمد وأبو داود والترمذي وابن المنذر وابن مردويه والبيهقي والحاكم وصححه عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من قرأ منكم { والتين والزيتون } فانتهى إلى آخرها { أَلَيْسَ الله بِأَحْكَمِ الحاكمين } [ التين : 1-8 ] فليقل بلى { وَأَنَاْ على ذلكم مّنَ الشاهدين } ومن قرأ { لاَ أُقْسِمُ بِيَوْمِ القيامة } [ القيامة : 1 ] فانتهى إلى { أَلَيْسَ ذَلِكَ بقادر على أَن يُحْيِىَ الموتى } فليقل بلى ومن قرأ { والمرسلات } فبلغ { فَبِأَيّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ } [ المرسلات : 50 ] فليقل آمنا بالله .