السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{أَلَيۡسَ ذَٰلِكَ بِقَٰدِرٍ عَلَىٰٓ أَن يُحۡـِۧيَ ٱلۡمَوۡتَىٰ} (40)

{ أليس ذلك } أي : الخالق المسوي الإله الأعظم الذي قدر على تمييز ما يصلح من ذلك للذكر وما يصلح منه للأنثى { بقادر على أن يحيي الموتى } أي : أن يعيد هذه الأجسام كهيئتها للبعث بعد البلى . «روي أنه صلى الله عليه وسلم كان إذا قرأها قال : سبحانك اللهم بلى » رواه أبو داود والحاكم ، وقال ابن عباس رضي الله تعالى عنهما : من قرأ سبح اسم ربك الأعلى إماماً كان أو غيره فليقل سبحان ربي الأعلى ومن قرأ لا أقسم بيوم القيامة إلى آخرها فليقل سبحانك اللهم بلى إماماً كان أو غيره . وروى البغوي بسنده من طريق أبي داود عن أعرابيَ عن أبي هريرة قال : «قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من قرأ منكم والتين والزيتون فانتهى إلى آخرها { أليس الله بأحكم الحاكمين } [ التين : 8 ] فليقل : بلى وأنا على ذلك من الشاهدين ، ومن قرأ لا أقسم بيوم القيامة فانتهى إلى { أليس ذلك بقادر على أن يحيي الموتى } فليقل : بلى ، ومن قرأ والمرسلات فبلغ { فبأي حديث بعده يؤمنون } [ المرسلات : 50 ] فليقل : آمنا بالله » . وروي أنّ رجلاً كان يصلي فوق بيته فكان إذا قرأ { أليس ذلك بقادر على أن يحيي الموتى } قال : سبحانك اللهم بلى ، فسألوه عن ذلك فقال : سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم .

ختام السورة:

وقول البيضاوي تبعاً للزمخشري إنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : «من قرأ سورة القيامة شهدت له أنا وجبريل يوم القيامة أن كان مؤمناً » حديث موضوع .