المنتخب في تفسير القرآن الكريم للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية - المنتخب [إخفاء]  
{إِذۡ يَغۡشَى ٱلسِّدۡرَةَ مَا يَغۡشَىٰ} (16)

13 - ولقد رأى محمد جبريل على صورته مرة أخرى ، في مكان لا يعلم علمه إلا الله ، سماه «سدرة المنتهى » ، وأنبأ أن عنده جنة المأوى ، إذ يغشاها ويغطيها من فضل الله ما لا يحيط به وصف ، ما مال بصر محمد عما رآه ، وما تجاوز ما أُمر برؤيته .

 
جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري - الطبري [إخفاء]  
{إِذۡ يَغۡشَى ٱلسِّدۡرَةَ مَا يَغۡشَىٰ} (16)

وقوله : إذْ يغْشَى السّدْرَةَ ما يَغْشَى يقول تعالى ذكره : ولقد رآه نزلة أخرى ، إذ يغشى السدرة ما يغشى ، فإذ من صلة رآه . واختلف أهل التأويل في الذي يغشى السدرة ، فقال بعضهم : غَشِيَها فرَاش الذهب . ذكر من قال ذلك :

حدثني محمد بن عمارة ، قال : حدثنا سهل بن عامر ، قال : حدثنا مالك ، عن الزبير بن عديّ ، عن طلحة اليامّي ، عن مرّة ، عن عبد الله إذْ يَغْشَى السّدْرَةَ ما يَغْشَى قال : غشيها فَرَاش من ذهب .

حدثني أبو السائب ، قال : حدثنا أبو معاوية ، عن الأعمش ، عن مسلم أو طلحة «شكّ الأعمش » عن مسروق في قوله : إذْ يَغْشَى السّدْرَةَ ما يَغْشَى قال : غشيها فَراش من ذهب .

حدثنا أبو كُرَيب ، قال : حدثنا أبو خالد ، عن جويبر ، عن الضحاك ، عن ابن عباس ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «رأيْتُها بعَيْنِي سِدْرَةَ المُنْتَهَى حتى اسْتَثْبَتّها ثُمّ حالَ دُونَها فَرَاشٌ مِنْ ذَهَبٍ » .

حدثنا ابن وكيع ، قال : حدثنا أبو خالد الأحمر ، عن جويبر ، عن الضحاك ، عن ابن عباس إذْ يَغْشَى السّدْرَةَ ما يَغْشَى قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «رأيْتُها حتى اسْتَثْبَتّها ، ثُمّ حالَ دُونها فَرَاشُ الذّهَبِ » .

حدثنا ابن حُمَيد ، قال : حدثنا جرير ، عن مغيرة ، عن مجاهد وإبراهيم ، في قوله : إذْ يَغْشَى السّدْرَةَ ما يَغْشَى قال : غشيها فراش من ذهب .

حدثنا ابن حُمَيد ، قال : حدثنا مهران ، عن موسى ، يعني ابن عبيدة ، عن يعقوب بن زيد ، قال : سُئل النبيّ صلى الله عليه وسلم : ما رأيتَ يغشى السّدرة ؟ قال : «رأيْتُها يَغْشاها فَرَاشٌ مِنْ ذَهَبٍ » .

حدثني يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد ، في قوله : إذْ يَغْشَى السّدْرَةَ ما يَغْشَى قال : قيل له : يا رسول الله ، أيّ شيء رأيت يغشى تلك السدرة ؟ قال : «رأيْتُها يَغْشاها فَرَاشٌ مِنْ ذَهَبٍ ، ورأيْتُ على كُلّ وَرَقَةٍ مِنْ وَرَقِها مَلَكا قائما يُسَبّحُ اللّهَ » .

وقال آخرون : الذي غشيها ربّ العزّة وملائكته . ذكر من قال ذلك :

حدثني محمد بن سعد ، قال : ثني أبي ، قال : ثني عمي ، قال : ثني أبي ، عن أبيه ، عن ابن عباس ، قوله : إْذ يَغْشَى السّدْرَةَ ما يَغْشَى قال : غشيها الله ، فرأى محمد من آيات ربه الكبرى .

حدثني محمد بن عمرو ، قال : حدثنا أبو عاصم ، قال : حدثنا عيسى وحدثني الحارث ، قال : حدثنا الحسن ، قال : حدثنا ورقاء جميعا ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، في قوله : إذْ يَغْشَى السّدْرَةَ ما يَغْشَى قال : كان أغصان السدرة لؤلؤا وياقوتا أو زبرجدا ، فرآها محمد ، ورأى محمد بقلبه ربه .

حدثنا ابن حُمَيد ، قال : حدثنا مهران ، عن أبي جعفر ، عن الربيع إذْ يَغْشَى السّدْرَةَ ما يَغْشَى قال : غشيها نور الربّ ، وغشيتها الملائكة من حُبّ الله مثل الغربان حين يقعن على الشجر .

حدثنا ابن حُمَيد ، قال : حدثنا حكام ، عن أبي جعفر ، عن الربيع بنحوه .

حدثنا عليّ بن سهل ، قال : حدثنا حجاج ، قال : حدثنا أبو جعفر الرازيّ ، عن الربيع بن أنس ، عن أبي العالية الرياحي ، عن أبي هريرة أو غيره «شكّ أبو جعفر » قال : لما أُسري بالنبيّ صلى الله عليه وسلم انتهى إلى السدرة ، قال : فغشيها نور الخَلاّق ، وغشيتها الملائكة أمثالَ الغربان حين يقعن على الشجر ، قال : فكلمه عند ذلك ، فقال له : سَلْ .

 
أنوار التنزيل وأسرار التأويل للبيضاوي - البيضاوي [إخفاء]  
{إِذۡ يَغۡشَى ٱلسِّدۡرَةَ مَا يَغۡشَىٰ} (16)

{ إذ يغشى السدرة ما يغشى } تعظيم وتكثير لما يغشاها بحيث لا يكتنهها نعت ولا يحصيها عد ، وقيل يغشاها الجم الغفير من الملائكة يعبدون الله عندها .