غرائب القرآن ورغائب الفرقان للحسن بن محمد النيسابوري - النيسابوري- الحسن بن محمد  
{إِذۡ يَغۡشَى ٱلسِّدۡرَةَ مَا يَغۡشَىٰ} (16)

1

قال { إذ يغشى السدرة ما يغشى } معناه ورود حالة على حالة أي طرأ على محمد حين ما يحار العقل ما طرأ من فضل الله ومن رحمته . والأكثرون قالوا فيه تعظيم وتكثير لما يغشى الشجرة من الخلائق الدالة على عظمة الله وجلاله مما لا يحيط بها الوصف . وعن رسول الله صلى الله عليه وسلم " رأيت على كل ورقة من ورقها ملكاً قائماً يسبح الله " وعنه عليه السلام " يغشاها رفرف من طير خضر " والرفرف كل ما يبسط من أعلى إلى أسفل . وعن ابن مسعود وغيره : يغشاها فراش أو جراد من ذهب . والمحققون على أنها أنوار الله تعالى تجلى للسدرة كما تجلى للجبل لكن السدرة كانت أقوى من الجبل ، ومحمد صلى الله عليه وسلم كان أثبت من موسى فلم تضطرب الشجرة ولم يصعق محمد صلى الله عليه وسلم .

/خ62