ثم بين - سبحانه - بعد ذلك سوء عاقبة هذا الجاهل المغرور فقال : { كَلاَّ لَيُنبَذَنَّ فِي الحطمة . وَمَآ أَدْرَاكَ مَا الحطمة } .
و " كلا " حرف زجر وردع ، والمراد به هنا إبطال ما توهمه هذا المغرور من حسبانه أن ماله سيخلده . والنبذ : الطرح للشيء والإِلقاء به مع التحقير والتصغير من شأنه .
والحُطَمة من الحَطْم ، وهو كسر الشيء بشدة وقوة ، ويقال : رجل حطمة ، إذا كان شديداً فى تحطيمه وكسره لغيره ، والمراد بالحطمة هنا : النارر الشديدة الاشتعال : التي لا تبقي على شيء إلا وأحرقته .
أي : كلا ليس الأمر كما زعم هذا الهمزة واللمزة ، من أن ماله سيخلده ، بل الحق أنه والله ليطرحن بسبب أفعاله القبيحة فى النار التى تحطم كل شيء يلقى فيها ، والتي لا يعرف مقدار شدتها واشتعالها إلا الله - تعالى - .
{ كَلا } أي : ليس الأمر كما زعم ، ولا كما حسب . ثم قال تعالى : { لَيُنْبَذَنَّ فِي الْحُطَمَةِ } أي : ليلقين هذا الذي جمع مالا فعدده{[30511]} في الحطمة ، وهي اسم من أسماء النار صفة ؛ لأنها تحطم من فيها .
ولهذا قال : { وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْحُطَمَةُ نَارُ اللَّهِ الْمُوقَدَةُ الَّتِي تَطَّلِعُ عَلَى الأفْئِدَةِ }
ثم رد على هذه الحسبة وأخبر إخباراً مؤكداً أنه ينبذ { في الحطمة } أي التي تحطيم ما فيها وتلتهبه ، وقرأ : «يحسَب » بفتح السين الأعرج ، وأبو جعفر ، وشيبة ، وقرأ ابن محيصن والحسن بخلاف عنه : «لينبذان » بنون مكسورة مشددة قبلها ألف ، يعني هو ماله ، وروي عنه ضم الذال على نبذ جماعة هو ماله وعدده ، أو يريد جماعة الهمزات .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.