غرائب القرآن ورغائب الفرقان للحسن بن محمد النيسابوري - النيسابوري- الحسن بن محمد  
{كَلَّاۖ لَيُنۢبَذَنَّ فِي ٱلۡحُطَمَةِ} (4)

{ كلاً } ردع له عن حسبانه ، أي ليس الأمر كما يظن هو أن المال مخلد ؛ بل المخلد هو العلم والعمل كما قال علي رضي الله عنه : مات خزان المال ، وهم أحياء ، والعلماء باقون ما بقي الدهر . عن الحسن أنه عاد موسراً ، فقال : ما تقول في ألوف لم أفتد بها من لئيم ، ولا تفضلت بها على كريم ؟ قال : ولكن لماذا ؟ قال : لنبوة الزمان ، وجفوة السلطان ، ونوائب الدهر ، ومخافة الفقر . قال : إذاً تدعه لمن لا يحمدك ، وترد على من لا يعذرك . قوله { لينبذن } جواب قسم محذوف ، أو جواب حقاً ؛ لأنه في معنى القسم . والنبذ الطرح ، وفيه إشعار بإهانته . وفي قوله { في الحطمة } وهي النار التي من شأنها أن تحطم أي تكسر كل ما يلقى فيها إشارة إلى غاية تعذيبه . ويقال للرجل الأكول : إنه لحطمة ، ووزنها " فعلة " كهمزة ولمزة ، فكأنه قيل له : كنت همزة لمزة فقابلناك بالحطمة . وأيضاً في الحطم معنى الكسر ، والهماز اللماز يكسر الناس بالاغتياب والعيب ، أو يأكل لحمهم كما يأكل الرجل الأكول .

/خ9