المنتخب في تفسير القرآن الكريم للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية - المنتخب [إخفاء]  
{وَقُلۡنَا مِنۢ بَعۡدِهِۦ لِبَنِيٓ إِسۡرَـٰٓءِيلَ ٱسۡكُنُواْ ٱلۡأَرۡضَ فَإِذَا جَآءَ وَعۡدُ ٱلۡأٓخِرَةِ جِئۡنَا بِكُمۡ لَفِيفٗا} (104)

104- ونجَّينا موسى وقومه ، وقلنا من بعد إغراق فرعون لبنى إسرائيل : اسكنوا الأرض المقدسة بالشام ، فإذا جاء وقت الحياة الأخرى جئنا بكم من قبوركم مختلطين ثم نحكم بينكم بالعدل .

 
التفسير الوسيط للقرآن الكريم لسيد طنطاوي - سيد طنطاوي [إخفاء]  
{وَقُلۡنَا مِنۢ بَعۡدِهِۦ لِبَنِيٓ إِسۡرَـٰٓءِيلَ ٱسۡكُنُواْ ٱلۡأَرۡضَ فَإِذَا جَآءَ وَعۡدُ ٱلۡأٓخِرَةِ جِئۡنَا بِكُمۡ لَفِيفٗا} (104)

وقلنا من بعد هلاكه لبنى إسرائيل على لسان نبينا موسى - عليه السلام - : اسكنوا الأرض التى أراد أن يستفزكم منها فرعون وهى أرض مصر .

قال الآلوسى : وهذا ظاهر إن ثبت أنهم دخلوها بعد أن خرجوا منها ، وبعد أن أغرق الله فرعون وجنده . وإن لم يثبت فالمراد من بنى إسرائيل ذرية أولئك الذين أراد فرعون استفزازهم ، واختار غير واحد أن المراد من الأرض . الأرض المقدسة ، وهى أرض الشام .

وعلى أية حال فالآية الكريمة تحكى سنة من سنن الله - تعالى - فى إهلاك الظالمين ، وفى توريث المستضعفين الصابرين أرضهم وديارهم .

ورحم الله الإِمام ابن كثير ، فقد قال عند تفسيره لهذه الآية . وفى هذا بشارة لمحمد صلى الله عليه وسلم بفتح مكة . مع أن هذه السورة نزلت قبل الهجرة ، وكذلك وقع ، فإن أهل مكة هموا بإخراج الرسول صلى الله عليه وسلم منها ، كما قال - تعالى - :

{ وَإِن كَادُواْ لَيَسْتَفِزُّونَكَ مِنَ الأَرْضِ لِيُخْرِجوكَ مِنْهَا . . . }

ولهذا أورث الله - تعالى - رسوله مكة ، فدخلها ، وقهر أهلها ، ثم أطلقهم حلماً وكرماً ، كما أورث الله القوم الذين كانوا مستضعفين من بنى إسرائيل ، مشارق الأرض ومغاربها . وأورثهم بلاد فرعون . . . .

ثم ختم - سبحانه - الآيات الكريمة بقوله : { فَإِذَا جَآءَ وَعْدُ الآخِرَةِ جِئْنَا بِكُمْ لَفِيفاً } .

أى : فإذا جاء وعد الدار الآخرة ، أى : الموعد الذى حدده الله - تعالى - لقيام الساعة ، أحييناكم من قبوركم ، وجئنا بكم جميعاً أنتم وفرعون وقومه مختلطين أنتم وهم ، ثم نحكم بينكم وبينهم بحكمنا العادل .

واللفيف : اسم جمع لا واحد له من لفظه ، ومعناه الجماعة التى اجتمعت من قبائل شتى .

يقال : هذا طعام لفيف ، إذا كان مخلوطاً من جنسين فصاعدا .

وبذلك نرى الآيات الكريمة قد حكت لنا جانباً مما دار بين موسى - عليه السلام - وبين فرعون من محاورات ومجادلات ، وبينت لنا سنة من سنن الله - تعالى - التى لا تتخلف فى نصرة المؤمنين ، ودحر الكافرين .

ثم عادت السورة الكريمة إلى التنوية بشأن القرآن الكريم ، وأثنت على المؤمنين من أهل الكتاب الذين تأثروا تأثرا بليغاً عند سماعه ، فقال - تعالى - : { وَبِالْحَقِّ أَنْزَلْنَاهُ وَبِالْحَقِّ نَزَلَ وَمَآ أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ مُبَشِّراً وَنَذِيراً } .

 
تفسير القرآن العظيم لابن كثير - ابن كثير [إخفاء]  
{وَقُلۡنَا مِنۢ بَعۡدِهِۦ لِبَنِيٓ إِسۡرَـٰٓءِيلَ ٱسۡكُنُواْ ٱلۡأَرۡضَ فَإِذَا جَآءَ وَعۡدُ ٱلۡأٓخِرَةِ جِئۡنَا بِكُمۡ لَفِيفٗا} (104)

وقال هاهنا ( وَقُلْنَا مِنْ بَعْدِهِ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ اسْكُنُوا الأرْضَ فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الآخِرَةِ جِئْنَا بِكُمْ لَفِيفًا ) أي : جميعكم أنتم وعدوكم .

قال ابن عباس ومجاهد وقتادة والضحاك : ( لَفِيفًا ) أي : جميعًا .

 
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية [إخفاء]  
{وَقُلۡنَا مِنۢ بَعۡدِهِۦ لِبَنِيٓ إِسۡرَـٰٓءِيلَ ٱسۡكُنُواْ ٱلۡأَرۡضَ فَإِذَا جَآءَ وَعۡدُ ٱلۡأٓخِرَةِ جِئۡنَا بِكُمۡ لَفِيفٗا} (104)

ثم ذكر تعالى أمر { بني إسرائيل } بعد إغراق فرعون بسكنى أرض الشام ، و { وعد الآخرة } هو يوم القيامة ، و «اللفيف » الجمع المختلط الذي قد لف بعضه إلى بعض ، فليس ثم قبائل ولا انحياز ، قال بعض اللغويين : هو من أسماء الجموع ولا واحد له من لفظه ، وقال الطبري هو بمعنى المصدر كقول القائل لففته لفاً و { لفيفاً } وفي هذا نظر فتأمله .