التفسير الصحيح لبشير ياسين - بشير ياسين  
{وَقُلۡنَا مِنۢ بَعۡدِهِۦ لِبَنِيٓ إِسۡرَـٰٓءِيلَ ٱسۡكُنُواْ ٱلۡأَرۡضَ فَإِذَا جَآءَ وَعۡدُ ٱلۡأٓخِرَةِ جِئۡنَا بِكُمۡ لَفِيفٗا} (104)

قوله تعالى { فأراد أن يستفزهم من الأرض فأغرقناه ومن معه جميعا وقلنا من بعده لبني إسرائيل اسكنوا الأرض فإذا جاء وعد الآخرة جئنا بكم لفيفا }

قال ابن كثير : وقوله { فأراد أن يستفزهم من الأرض } أي يخليهم منها ويزيلهم عنها { فأغرقناه ومن معه جميعا وقلنا لمن بعده لبني إسرائيل اسكنوا الأرض } وفي هذا بشارة لمحمد صلى الله عليه وسلم بفتح مكة مع أن هذه السورة نزلت قبل الهجرة وكذلك وقع فان أهل مكة هموا بإخراج الرسول منها كما قال تعالى : { وإن كانوا ليستفزونك من الأرض ليخرجوك منها وإذا لا يلبثون خلافك إلا قليلا سنة من قد أرسلنا قبلك من رسلنا ولا تجد لسنتنا تحويلا } ولهذا أورث الله رسوله مكة . . . كما أورث الله القوم الذين كانوا يستضعفون من بني إسرائيل مشارق الأرض ومغاربها وأورثهم بلاد فرعون وأموالهم وزروعهم وثمارهم وكنوزهم كما قال : { كذلك وأورثناها بني إسرائيل } .

أخرج آدم بن أبي إياس والطبري بالإسناد الصحيح عن مجاهد { جئنا بكم لفيفا } يعني : جميعا وأخرجه عبد الرزاق بسنده الصحيح عن قتادة .

وقال الطبري : { حدثنا محمد بن بشار ، قال : ثنا عبد الرحمن ، قال : ثنا سفيان عن منصور عن ابن أبي رزين { جئنا بكم لفيفا } قال : من كل قوم .

ورجاله ثقات ، وسنده صحيح . وابن أبي رزين : عاصم بن لقيط ، ومنصور بن المعتمر ، وسفيان الثوري ، وعبد الرحمن بن مهدي .