فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{وَقُلۡنَا مِنۢ بَعۡدِهِۦ لِبَنِيٓ إِسۡرَـٰٓءِيلَ ٱسۡكُنُواْ ٱلۡأَرۡضَ فَإِذَا جَآءَ وَعۡدُ ٱلۡأٓخِرَةِ جِئۡنَا بِكُمۡ لَفِيفٗا} (104)

{ وَقُلْنَا مِن بَعْدِهِ لِبَنِي إسرائيل اسكنوا الأرض } أي : من بعد إغراقه ومن معه ، والمراد بالأرض هنا : أرض مصر التي أراد أن يستفزّهم منها { فَإِذَا جَاء وَعْدُ الآخرة } أي الدار الآخرة وهو القيامة ، أو الكرّة الآخرة ، أو الساعة الآخرة { جِئْنَا بِكُمْ لَفِيفًا } قال الجوهري : اللفيف : ما اجتمع من الناس من قبائل شتى ، يقال : جاء القوم بلفهم ولفيفهم أي : بأخلاطهم ، فالمراد هنا جئنا بكم من قبوركم مختلطين من كل موضع ، قد اختلط المؤمن بالكافر . قال الأصمعي : اللفيف جمع وليس له واحد ، وهو مثل الجمع .

/خ109