اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{وَقُلۡنَا مِنۢ بَعۡدِهِۦ لِبَنِيٓ إِسۡرَـٰٓءِيلَ ٱسۡكُنُواْ ٱلۡأَرۡضَ فَإِذَا جَآءَ وَعۡدُ ٱلۡأٓخِرَةِ جِئۡنَا بِكُمۡ لَفِيفٗا} (104)

وقال من بعد هلاك فرعون لبني إسرائيل : اسكنوا الأرض خالصة لكم ، خالية من عدوِّكم ، يعني : أرض مصر والشام ، { فَإِذَا جَآءَ وَعْدُ الآخرة } . يعني : القيامة { جِئْنَا بِكُمْ لَفِيفاً } من ههنا وههنا .

وفي { لَفِيفاً } : وجهان :

أحدهما : أنه حال ، وأن أصله مصدر لفَّ يلفُّ لفيفاً ؛ نحو : النَّذير والنَّكير ، أي : جئنا بكم منضماً بعضكم إلى بعض ، من لفَّ الشيء يلفُّه لفًّا ، والألفُّ : المتداني الفخذين ، وقيل : العظيم البطن{[20746]} .

والثاني : أنه اسم جمع ، لا واحد له من لفظه ، والمعنى : جئنا بكم جميعاً ، فهو في قوة التَّأكيد .

واللَّفيفُ : الجمع العظيم من أخلاطٍ شتَّى من الشريف ، والدنيء ، والمطيع ، والعاصي ، والقويّ ، والضعيف ، وكل شيءٍ خلطته بشيءٍ آخر ، فقد لففته ، ومنه قيل : لففتُ الجيوش : إذا ضرب بعضها ببعض .


[20746]:في ب: البدن.