المنتخب في تفسير القرآن الكريم للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية - المنتخب [إخفاء]  
{سَأُرۡهِقُهُۥ صَعُودًا} (17)

16 - ردعاً له عن طمعه إنه كان للقرآن معانداً مكذباً ، سأغشيه عقبة شاقة ، لا يستطيع اقتحامها .

 
التفسير الوسيط للقرآن الكريم لسيد طنطاوي - سيد طنطاوي [إخفاء]  
{سَأُرۡهِقُهُۥ صَعُودًا} (17)

ثم بين - سبحانه - ما أعده له من عذاب أليم فقال : { سَأُرْهِقُهُ صَعُوداً } . والإِرهاق : الإِتعاب الشديد ، وتحميل الإِنسان مالا يطيقه . يقال : فلان رِهِقَه الأمر يرهَقُه ، إذا حل به بقهر ومشقة لا قدرة له على دفعها . ومنه قوله - تعالى - : { وَلاَ تُرْهِقْنِي مِنْ أَمْرِي عُسْراً } وقوله - سبحانه - : { والذين كَسَبُواْ السيئات جَزَآءُ سَيِّئَةٍ بِمِثْلِهَا وَتَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ مَّا لَهُمْ مِّنَ الله مِنْ عَاصِمٍ كَأَنَّمَا أُغْشِيَتْ وُجُوهُهُمْ قِطَعاً مِّنَ الليل مُظْلِماً . . . } والصعود : العقبة الشديدة ، التى لا يصل الصاعد نحوها إلا بمشقة كبيرة ، وتعب قد يؤدى إلى الهلاك والتلف . وهذه الكلمة صيغة مبالغة من الفعل صَعِد .

وهذه الآية الكريمة فى مقابل قوله - تعالى - قبل ذلك : { وَمَهَّدتُّ لَهُ تَمْهِيداً } أى : أن هذا الجاه الذى أتاه فى الدنيا بدون تعب . . سيلقى فى الآخرة ما هو نقيضه من تعب وإذلال . .

قال صاحب الكشاف : قوله : { سَأُرْهِقُهُ صَعُوداً } أى : سأغشيه عقبة شاقة المصعد .

وهو مثل لما يلقى من العذاب الشاق الصعد الذى لا يطاق . وعن النبى صلى الله عليه وسلم " يكلف أن يصعد عقبة فى النار ، كلما وضع عليها يده ذابت ، فإذا رفعها عادت ، وإذا وضع رجله عليها ذابت ، فإذا رفعها عادت " وعنه صلى الله عليه وسلم : " الصعود جبل من نار يصعد فيه سبعين خريفا ثم يهوى فيه كذلك أبدا " .

 
في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{سَأُرۡهِقُهُۥ صَعُودًا} (17)

11

ويعقب على الردع بالوعيد الذي يبذل اليسر عسرا ، والتمهيد مشقة !

( سأرهقه صعودا ) . .

وهو تعبير مصور لحركة المشقة . فالتصعيد في الطريق هو أشق السير وأشده إرهاقا . فإذا كان دفعا من غير إرادة من المصعد كان أكثر مشقة وأعظم إرهاقا . وهو في الوقت ذاته تعبير عن حقيقة . فالذي ينحرف عن طريق الإيمان السهل الميسر الودود ، يندب في طريق وعر شاق مبتوت ؛ ويقطع الحياة في قلق وشدة وكربة وضيق ، كأنما يصعد في السماء ، أو يصعد في وعر صلد لا ري فيه ولا زاد ، ولا راحة ولا أمل في نهاية الطريق !

 
أنوار التنزيل وأسرار التأويل للبيضاوي - البيضاوي [إخفاء]  
{سَأُرۡهِقُهُۥ صَعُودًا} (17)

سأرهقه صعودا سأغشيه عقبة شاقة المصعد وهو مثل لما يلقى من الشدائد وعنه صلى الله عليه وسلم الصعود جبل من نار يصعد فيه سبعين خريفا ثم يهوي فيه كذلك أبدا .

 
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية [إخفاء]  
{سَأُرۡهِقُهُۥ صَعُودًا} (17)

و «أرهقه » معناه أكلفه بمشقة وعسر ، و { صعوداً } : عقبة في جهنم ، روى ذلك أبو سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وسلم{[11423]} كلما وضع عليها شيء من الإنسان ذاب ، والصعود في اللغة : العقبة الشاقة .


[11423]:أخرجه عبد الرزاق، وسعيد بن منصور، والفريابي، وعبد بن حميد، وابن أبي الدنيا، وابن المنذر، والطبراني، وابن مردويه، والبيهقي. "الدر المنثور".