تفسير مقاتل بن سليمان - مقاتل  
{سَأُرۡهِقُهُۥ صَعُودًا} (17)

ثم أخبر الله تعالى ما يصنع به في الآخرة ، فقال :{ سأرهقه صعودا } آية يعني سأكلفه أن يصعد على صخرة من النار ملساء في الباب الخامس ، واسم ذلك الباب سقر ، في تلك الصخرة كوى تخرج منها ريح ، وهي ريح حارة ، وهي تناثر لحمه يقول الله جل وعز :{ سأرهقه صعودا } يقول : سأغشى وجهه تلك الصخرة ، وهي جبل من نار طوله مسيرة سبعين سنة ، ويصعد به فيها على وجهه ، فإذا بلغ الكافر أعلاها انحط إلى أسفلها ، ثم يكلف أيضا صعودها ، ويخرج إليه من كوى تلك الصخرة ريح باردة من فوقها ومن تحتها تقطع تلك الريح لحمه ، وجلدة وجهه ، فكلما أصعد أصابته تلك الريح وإذا انحط ، حتى ينتثر اللحم من العظم ، ثم يشرب من عية آنية ، التي قد انتهى حرها ، فهذا دأبه أبدا .