نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي  
{سَأُرۡهِقُهُۥ صَعُودًا} (17)

ولما كان هذا محراً للتشوف إلى{[69768]} بيان هذا الردع ، وكان العناد غلظة في الطبع وشكاسة في الخلق يوجب{[69769]} النكد والمشقة جعل جزاءه{[69770]} من جنسه فقال : { سأرهقه } أي ألحقه بعنف وغلظة وقهر إلحاقاً يغشاه ويحيط به بوعيد لا خلف فيه { صعوداً * } {[69771]}أي شيئاً{[69772]} من الدواهي والأنكاد كأنه عقبة ، فإن الصعود لغة العقبة شاق المصعد جداً ، وروى الترمذي{[69773]} عن أبي سعيد رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه جبل من نار يتصعد فيه سبعين خريفاً ثم يهوي ، وفي رواية{[69774]} : أنه كلما وضع يده في معالجة الصعود ذابت ، فإذا رفعها عادت وكذا رجله ، وقال الكلبي : إنه صخرة ملساء في{[69775]} النار يكلف أن يصعدها{[69776]} بجذب من أمامه بسلاسل الحديد ، ويضرب من خلفه بمقامع{[69777]} الحديد فيصعدها في أربعين عاماً-{[69778]} ، فإذا بلغ ذروتها أسقط إلى{[69779]} أسفلها ثم يكلف أن يصعدها ، فذلك دأبه أبداً .


[69768]:في ظ بياض ملأناه من م.
[69769]:في ظ بياض ملأناه من م.
[69770]:من م، وفي ظ: جزاء.
[69771]:ما بين الرقمين بياض في ظ ملأناه من م.
[69772]:ما بين الرقمين بياض في ظ ملأناه من م.
[69773]:راجع الجامع 2/168.
[69774]:راجع المعالم 7/146.
[69775]:وإلى هنا انتهى الطمس في الأصل.
[69776]:من ظ و المعالم، وفي الأصل: مقامع.
[69777]:من ظ و م والمعالم، وفي الأصل: فصعد.
[69778]:زيد من ظ و م والمعالم.
[69779]:من م والمعالم، وفي الأصل و ظ: في.