تفسير مقاتل بن سليمان - مقاتل  
{أَصۡحَٰبُ ٱلۡجَنَّةِ يَوۡمَئِذٍ خَيۡرٞ مُّسۡتَقَرّٗا وَأَحۡسَنُ مَقِيلٗا} (24)

{ أصحاب الجنة يومئذ خير مستقرا } يعنى أفضل منزلا في الجنة ، { وأحسن مقيلا } آية ، يعنى القائلة ، وذلك أنه يخفف عنهم الحساب ، ثم يقيلون من يومهم ذلك في الجنة مقدار نصف يوم من أيام الدنيا ، فيما يشتهون من التحف والكرامة ، فذلك قوله تعالى : { وأحسن مقيلا } من مقيل الكفار ، وذلك أنه إذا فرغ من عرض الكفار ، أخرج لهم عنق من النار يحبط بهم ، فذلك قوله في الكهف : { أحاط بهم سرادقها } [ الكهف :29 ] ، ثم خرج من النار دخان ظل أسود ، فيتفرق عليهم من فوقهم ثلاث فرق ، وهم في السرادق فينطلقون يستظلون تحتها مما أصابهم من حر السرادق ، فيأخذهم الغثيان والشدة من حره ، وهو أخف العذاب ، فيقيلون فيها لا مقيل راحة ، فذلك مقيل أهل النار ، ثم يدخلون النار أفواجا أفواجا .