فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{أَصۡحَٰبُ ٱلۡجَنَّةِ يَوۡمَئِذٍ خَيۡرٞ مُّسۡتَقَرّٗا وَأَحۡسَنُ مَقِيلٗا} (24)

ثم ميز سبحانه حال الأبرار من حال الفجار فقال : { أَصْحَابُ الْجَنَّةِ يَوْمَئِذ } أي يوم القيامةٍ { خَيْرٌ مُّسْتَقَرًّا } أي أفضل منزلا في الجنة ، من الكافرين في الدنيا

{ وَأَحْسَنُ مَقِيلًا } أي موضع قائلة فيها ، أو هم خير منهم في الآخرة لو فرض أن يكون لهم ذلك ، أو " أفعل " لمجرد الوصف من غير مفاضلة . عن ابن عباس قال : في الغرف من الجنة ، قال النحاس : والكوفيون يجيزون " العسل أحلى من الخل " قال ابن مسعود : لا ينتصف النهار من يوم القيامة حتى يقيل أهل الجنة في الجنة ، وأهل النار في النار ، وقال الأزهري : القيلولة عند العرب الاستراحة نصف النهار إذا اشتد الحر ، وإن لم يكن ذلك نوم لأن الله تعالى قال : { وَأَحْسَنُ مَقِيلًا } والجنة لا نوم فيها .

وقال ابن عباس : الحساب في ذلك اليوم في أوله ، ويروي أن يوم القيامة يقصر على المؤمنين حتى يكون كما بين العصر إلى الغروب . والآية أشارت إلى أن كلا من أهل الجنة وأهل النار قد قالوا ، أي : استقروا في وقت القيلولة ، وإن كان استقرار المؤمنين في راحة ، واستقرار الكافرين في عذاب فيكون الحساب لجميع الخلق قد انقضى في هذا الوقت .