البحر المحيط لأبي حيان الأندلسي - أبو حيان  
{أَصۡحَٰبُ ٱلۡجَنَّةِ يَوۡمَئِذٍ خَيۡرٞ مُّسۡتَقَرّٗا وَأَحۡسَنُ مَقِيلٗا} (24)

والمقيل المكان الذي يأوون إليه في الاسترواح إلى الأزواج والتمتع ، ولا نوم في الجنة فسمي مكان استرواحهم إلى الحور { مقيلاً } على طريق التشبيه إذ المكان المتخير للقيلولة يكون أطيب المواضع .

وفي لفظ { أحسن } رمز إلى ما يتزين به مقيلهم من حسن الوجوه وملاحة الصور إلى غير ذلك من التحاسين .

و { خير } قيل : ليست على بابها من استعمالها دلالة على الأفضلية فيلزم من ذلك خير في مستقر أهل النار ، ويمكن إبقاؤها على بابها ويكون التفضيل وقع بين المستقرين والمقيلين باعتبار الزمان الواقع ذلك فيه .

فالمعنى { خير مستقراً } في الآخرة من الكفار المترفين في الدنيا { وأحسن مقيلاً } في الآخرة من أولئك في الدنيا .

وقيل : { خير مستقراً } منهم لو كان لهم مستقر ، فيكون التقدير وجود مستقر لهم فيه خير .

وعن ابن مسعود وابن عباس والنخعي وابن جبير وابن جريج ومقاتل : إن الحساب يكمل في مقدار نصف يوم من أيام الدنيا ، ويقيل أهل الجنة في الجنة وأهل النار في النار .