اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{أَصۡحَٰبُ ٱلۡجَنَّةِ يَوۡمَئِذٍ خَيۡرٞ مُّسۡتَقَرّٗا وَأَحۡسَنُ مَقِيلٗا} (24)

قوله : { أَصْحَابُ الجنة يَوْمَئِذٍ خَيْرٌ مُّسْتَقَرّاً } أي : من هؤلاء المشركين المستكبرين . «وَأَحْسَن مَقِيلاً » موضع قائلة{[35861]} . وفي ( أَفْعَل ) هاهنا قولان :

أحدهما : أنها على بابها من التفضيل ، والمعنى : أن المؤمنين خير في الآخرة مُسْتَقَراً من مُسْتَقَرِّ الكفار «وَأَحْسَنُ مَقِيلاً » من مقيلهم ، لو فرض أن يكون لهم .

والثاني : أن يكون لمجرَّد الوصف من غير مفاضلةٍ{[35862]} .

فصل

قال المفسرون : يعني أن أهل الجنة لا يمرّ بهم يوم إلا قدر النهار من أوله إلى قدر القائلة حتى يسكنوا مساكنهم من الجنة{[35863]} .

قال ابن مسعود : لا ينتصف النهار يوم القيامة حتى يقيل أهل الجنة في الجنة ، وأهل النار في النار ، وقرأ : «ثُمَّ إن مَقِيلَهُمْ لإلى الجَحِيمِ » وهكذا كان يقرأ{[35864]} .

وقال ابن عباس في هذه الآية : الحساب ذلك اليوم في أوله{[35865]} . وقال قوم : حين قالوا في منازلهم{[35866]} .

قال الأزهري : القيلولة والمقيل{[35867]} : الاستراحة{[35868]} نصف النهار وإن لم يكن مع ذلك نوم ، لأن الله{[35869]} قال : «وَأَحْسَنُ مَقِيلاً » والجنة لا نوم فيها{[35870]} .

وروي «أن يوم القيامة يقصر على المؤمنين حتى يكون{[35871]} كما بين العصر إلى غروب الشمس » {[35872]} .


[35861]:انظر البغوي 6/170.
[35862]:انظر البحر المحيط 6/493.
[35863]:انظر البغوي 6/170.
[35864]:انظر المرجع السابق، والفخر الرازي 24/72، القرطبي 13/23.
[35865]:انظر البغوي 6/170.
[35866]:المرجع السابق.
[35867]:في ب: والقيل.
[35868]:في ب: استراحة.
[35869]:في ب: الله تعالى.
[35870]:انظر التهذيب (قيل) 9/306.
[35871]:في ب: لا يكون. وهو تحريف.
[35872]:انظر البغوي 6/170.