بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{أَصۡحَٰبُ ٱلۡجَنَّةِ يَوۡمَئِذٍ خَيۡرٞ مُّسۡتَقَرّٗا وَأَحۡسَنُ مَقِيلٗا} (24)

ثم قال عز وجل : { أصحاب الجنة يَوْمَئِذٍ خَيْرٌ مُّسْتَقَرّاً } يعني : أفضل منزلاً { وَأَحْسَنُ مَقِيلاً } يعني : مرجعاً ومجلساً .

وروي عن الأعمش عن إبراهيم في قوله : خير مستقراً ، وأحسن مقيلاً يعني ، قال : كانوا يرون أنه يفرغ من حساب الناس إلى مقدار نصف النهار فيقيل هؤلاء في الجنة ، وهؤلاء في النار .

وروي عن ابن مسعود وابن عباس أنهما قالا : لا ينتصف النهار من ذلك اليوم ، حتى يقيل أهل الجنة في الجنة ، وأهل النار في النار ، عنيا بذلك يوم القيامة ، ولأن مقدار ذلك اليوم خمسون ألف سنة ، وإنما أراد بتلك القيلولة القرار لا النوم ، لأنه لا يكون في الجنة نوم ، ولا في النار نوم .