غرائب القرآن ورغائب الفرقان للحسن بن محمد النيسابوري - النيسابوري- الحسن بن محمد  
{فَلَمَّآ أَلۡقَوۡاْ قَالَ مُوسَىٰ مَا جِئۡتُم بِهِ ٱلسِّحۡرُۖ إِنَّ ٱللَّهَ سَيُبۡطِلُهُۥٓ إِنَّ ٱللَّهَ لَا يُصۡلِحُ عَمَلَ ٱلۡمُفۡسِدِينَ} (81)

71

أما قوله : { ما جئتم به } فمعناه الذي جئتم به هو السحر لا الذي سماه فرعون وقومه سحراً من آيات الله . قال الفراء : وإنما قال السحر بالألف واللام لأنه جواب الكلام الذي سبق كأنهم قالوا لموسى ما جئت به سحر . فقال موسى : بل ما جئتم به السحر . فوجب دخول الألف واللام لأن النكرة إذا عادت عادت معرفة . يقول الرجل لغيره : لقيت رجلاً . فيقول له : من الرجل ؟ ولو قال : من رجل ؟ لم يقع في وهمه أنه يسأل عن الرجل الذي ذكره . ومن قرأ { آلسحر } بالاستفهام فما استفهامية مبتدأ و{ جئتم به } خبره كأنه قيل أي شيء جئتم به . ثم قال على وجه التوبيخ السحر أي أهو لسحر أو آلسحر جئتم به { إن الله سيبطله } بإظهار المعجزة عليه { إن الله لا يصلح عمل المفسدين } لا يؤيده بجميل الخاتمة .