{ فلما ألقوا } أي : ألقوا حبالهم وعصيهم . قال موسى{[31398]} : { ما جئتم به السحر } من استفهم{[31399]} جعل ( ما ) في موضع نصب ، كما تقول : أزيدا مررت به ، أو في موضع رفع بالابتداء . و( جئتم به ) : الخبر{[31400]} ، ومعناه : التوبيخ والتقصير{[31401]} لما جاؤوا به . السحر على إضمار مبتدأ : أي : هو{[31402]} السحر ، أو على إضمار خبر ، أي : أسحر{[31403]} هو{[31404]} .
ومن قرأ بغير استفهام{[31405]} ( فما ) بمعنى : ( الذي ) في موضع رفع بالابتداء{[31406]} .
والسحر : الخبر . وهو خبر عن قول موسى{[31407]} لهم ، وهو الاختيار . لأن موسى قد علم أنهم لاشيء عندهم إلا السحر{[31408]} ، وأن فرعون بعث وراء السحرة في سائر البلدان . فاستفهام موسى عما{[31409]} أتوا به ، هل هو سحر لا معنى له : وقد احتج اليزيدي{[31410]} بقراءة أبي عمرو بالمد بقوله : ( آسحر ) هذا{[31411]} وهذا منه غلط عند النحويين ، لأن موسى استفهم بقوله : آسحر{[31412]} ، عن سحر السحرة ، فهو استرشاد{[31413]} . وفيه معنى النهي لهم عن ذلك .
واستفهم بقوله : أسحر هذا عما جاء هو من عند الله عز وجل ، على معنى التوبيخ ، والتقرير لهم{[31414]} . وفيه معنى الدعاء لهم{[31415]} . ليقبلوه ، فبينهما بعد في المعنى ، ودخلت الألف واللام لتقدم ذكر السحر{[31416]} في قوله : { أسحر هذا } وعلى هذا يقال في أول الكتب : سلام عليك ، وفي الآخر : والسلام عليك ، وكذلك لو{[31417]} قال قائل : ( وجدت درهما ) فسألته عن موضع الدرهم لقلت : ( وأين الدرهم ، ويفتح ) وأين درهم{[31418]} .
وأجاز الفراء نصب السحر على أن تجعل ( ما ) شرطا ، وتحذف الفاء من ( أن ){[31419]} . وذلك لا يجوز إلا في الشعر{[31420]} .
ومعنى : { سيبطله } : أي : سيذهب به الله{[31421]} . فذهب به تعالى بأن سلط عليه عصا موسى{[31422]} ، فحولها ثعبانا ، فلقفته كله{[31423]} .
{ إن الله لا يصلح عمل المفسدين }[ 81 ] أي : عمل من سعي بالفساد في الأرض ، { ما جئتم{[31424]} به } : وقف على قراءة من استفهم{[31425]} ، ( السحر ) : وقف على قراءة من لم يستفهم{[31426]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.