غرائب القرآن ورغائب الفرقان للحسن بن محمد النيسابوري - النيسابوري- الحسن بن محمد  
{فَإِلَّمۡ يَسۡتَجِيبُواْ لَكُمۡ فَٱعۡلَمُوٓاْ أَنَّمَآ أُنزِلَ بِعِلۡمِ ٱللَّهِ وَأَن لَّآ إِلَٰهَ إِلَّا هُوَۖ فَهَلۡ أَنتُم مُّسۡلِمُونَ} (14)

1

{ فإن لم يستجيبوا } إلى معارضة القرآن أو إلى الإيمان { لكم } أي لك وللمؤمنين لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم والمؤمنين كانوا يتحدّونهم ، أو الجمع لتعظيم رسول الله صلى الله عليه وسلم { فاعلموا أنما أنزل بعلم الله } أي ملتبساً بما لا يعلمه إلا الله من النظم المعجز والاشتمال على العلوم الجمة الظاهرة الغائبة . ومعنى الأمر راجع إلى الثبات أي اثبتوا على ما أنتم عليه من العلم واليقين بشأن القرآن ودوموا على التوحيد الذي استفدتم من القرآن أو دلكم على ذلك عجز آلهتهم عن المعارضة والإعانة . ثم ختم الآية بقوله : { فهل أنتم مسلمون } وفيه نوع من التهديد كأنه قيل للمسلمين إذا تبينتم صدق قول محمد صلى الله عليه وسلم وازددتم بصيرة وطمأنينة وجب عليكم الزيادة في الإخلاص والطاعة . وتفسير آخر وهو أن يكون الضمير في { لم يستجيبوا } لمن في { من استطعتم } والخطاب في { لكم } للمشركين ، وكذا في قوله : { فاعلموا } وفي { أنتم } والمعنى فإن لم يستجب لكم من تدعونه إلى المظاهرة لعلمهم بالعجز عنه فاعلموا أنه منزل من عند الله وأن توحيده واجب . ثم رغبهم في أصل الإِسلام وهددهم على تركه بقوله : { فهل أنتم } بعد لزوم الحجة { مسلمون } .

/خ24