والضمير في قوله تعالى : { فإن لم يستجيبوا لكم } أي : بإتيان ما دعوتموهم إليه للنبيّ صلى الله عليه وسلم وللمؤمنين ؛ لأنه صلى الله عليه وسلم والمؤمنين كانوا يتحدونهم ، وقال تعالى في موضع آخر : { فإن لم يستجيبوا لك فاعلم } [ القصص ، 50 ] والتعظيم للنبيّ صلى الله عليه وسلم { فاعلموا أنما أنزل } ملتبساً { بعلم الله } أي : بما لا يعلمه إلا الله تعالى من نظم يعجز الخلق وإخبار بغيوب لا سبيل لهم إليه ولا يقدر عليه سواه ، وقوله تعالى : { وأن } مخففة من الثقيلة ، أي : وأنه { لا إله إلا هو } وحده وأن توحيده واجب والإشراك به ظلم عظيم { فهل أنتم مسلمون } أي : ثابتون على الإسلام راسخون مخلصون فيه إذ تحقق عندكم إعجازه مطلقاً . وقيل : الخطاب للمشركين والضمير في لم يستجيبوا لمن استطعتم ، أي : فإن لم يستجب لكم من تدعونه من دون الله إلى المظاهرة على معارضته لعلمهم بالعجز عنه ، وأنّ طاقتهم أقصر من أن تبلغه فاعلموا أنه منزل من عند الله ، وأنّ ما دعاكم إليه من التوحيد حق ، فهل أنتم بعد هذه الحجة القاطعة مسلمون ، أي : أسلموا وفي مثل هذا الاستفهام إيجاب بليغ لما فيه من معنى الطلب والتنبيه على قيام الموجب وزوال العذر .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.