تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{فَإِلَّمۡ يَسۡتَجِيبُواْ لَكُمۡ فَٱعۡلَمُوٓاْ أَنَّمَآ أُنزِلَ بِعِلۡمِ ٱللَّهِ وَأَن لَّآ إِلَٰهَ إِلَّا هُوَۖ فَهَلۡ أَنتُم مُّسۡلِمُونَ} (14)

وقوله تعالى : ( فَإِلَّمْ يَسْتَجِيبُوا لَكُمْ ) [ يحتمل وجهين :

أحدهما : ][ في الأصل وم : أي ] فإن لم تقدروا أنتم ، ولم يجيبوكم أولئك على الإعانة على البيان مثله ( فاعلموا أنما أنزل بعلم الله ) وبأمره أتاه ، ومن عنده نزل ، ليس بمفترى على ما تزعمون ( وأن لا إله إلا الله ) لا ألوهية لمن تعبدون دونه من الأصنام والأوثان .

والثاني : ( فَإِلَّمْ يَسْتَجِيبُوا ) يا أصحاب رسول الله ، ولم يقدروا على مثله ( فَاعْلَمُوا أَنَّمَا أُنزِلَ بِعِلْمِ اللَّهِ ) ومن عنده نزل على التنبيه والتذكير لهم . وإن كانوا علموا أنه من عنده نزل كقوله : ( فاعلم أنه لا إله إلا الله )[ محمد : 19 ] على التنبيه والتذكير ليس على أنه يعلم . فعلى ذلك الأول .

وقوله تعالى : ( فهل أنتم مسلمون ) خاضعون له مخلصون . وعلى التأويل الأول على حقيقة الإسلام والإيمان ، والله أعلم .