غرائب القرآن ورغائب الفرقان للحسن بن محمد النيسابوري - النيسابوري- الحسن بن محمد  
{وَٱلَّذِينَ يَنقُضُونَ عَهۡدَ ٱللَّهِ مِنۢ بَعۡدِ مِيثَٰقِهِۦ وَيَقۡطَعُونَ مَآ أَمَرَ ٱللَّهُ بِهِۦٓ أَن يُوصَلَ وَيُفۡسِدُونَ فِي ٱلۡأَرۡضِ أُوْلَـٰٓئِكَ لَهُمُ ٱللَّعۡنَةُ وَلَهُمۡ سُوٓءُ ٱلدَّارِ} (25)

12

ثم أتبع أحوال السعداء أحوال الأشقياء وقد مر تفسيره في أوّل " البقرة " على أن الضد قد يعلم من الضد بسهولة وقد مر آنفاً . وقوله : { سوء الدار } في مقابلة { عقبى الدار } كأن العاقبة لا تطلق إلا على العاقبة الحميدة كقوله { والعاقبة للمتقين } [ الأعراف : 128 ] لأن غير الحميدة لا تستأهل لأن تكون عاقبة .

وقال في الكشاف : المراد سوء عاقبة الدنيا ولا حاجة إلى هذا الإضمار بناء على ما قلنا . قال : ويجوز أن يراد بالدار جهنم وبسوئها عذابها ذكر أهل النظم أنه لما بين سوء حال الناقصين كان لقائل أن يقول : فما بالهم قد فتح الله عليهم أبواب الرزق في الدنيا فأجاب بقوله : { الله يبسط الرزق } .

/خ29