فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{وَٱلَّذِينَ يَنقُضُونَ عَهۡدَ ٱللَّهِ مِنۢ بَعۡدِ مِيثَٰقِهِۦ وَيَقۡطَعُونَ مَآ أَمَرَ ٱللَّهُ بِهِۦٓ أَن يُوصَلَ وَيُفۡسِدُونَ فِي ٱلۡأَرۡضِ أُوْلَـٰٓئِكَ لَهُمُ ٱللَّعۡنَةُ وَلَهُمۡ سُوٓءُ ٱلدَّارِ} (25)

{ وَالَّذِينَ يَنقُضُونَ عَهْدَ اللّهِ مِن بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَآ أَمَرَ اللّهُ بِهِ أَن يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الأَرْضِ أُوْلَئِكَ لَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ ( 25 ) }

ثم أتبع أحوال السعداء بأحوال الأشقياء فقال : { وَالَّذِينَ يَنقُضُونَ عَهْدَ اللّهِ مِن بَعْدِ مِيثَاقِهِ } من بعد ما أوثقوه به من الاعتراف والقبول بقولهم بلى { وَيَقْطَعُونَ مَآ أَمَرَ اللّهُ بِهِ أَن يُوصَلَ } من الإيمان والرحم وغير ذلك ، وقد مر تفسير عدم النقض وعدم القطع فعرف منهما تفسير النقض والقطع ولم يتعرض لنفي الخشية والخوف عنهم وما بعدهما من الأوصاف المتقدمة لدخولها في النقض والقطع { وَيُفْسِدُونَ فِي الأَرْضِ } بالكفر وارتكاب المعاصي والإضرار بالأنفس والأموال .

{ أُوْلَئِكَ } الموصوفون بهذه الصفات الذميمة { لَهُمُ } بسبب ذلك { اللَّعْنَةُ } أي الطرد والإبعاد من رحمة الله سبحانه { وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ } أي سوء عاقبة دار الدنيا او عذاب جهنم فإنها دارهم .