ولما ذكر تعالى صفات السعداء وما يترتب عليها من الأحوال الشريفة العالية أتبعها بذكر أحوال الأشقياء ، وذكر ما يترتب عليها من الأحوال المخزية المكربة ، وأتبع الوعد بالوعيد والثواب بالعقاب ؛ ليكون البيان كاملاً فقال تعالى :
{ والذين ينقضون عهد الله } ، أي : فيعملون بخلاف موجبه ، والنقض التفريق الذي ينفي تأليف البناء { من بعد ميثاقه } ، أي : الذي أوثقه عليهم من الإقرار والقبول { ويقطعون ما } ، أي : الذي { أمر الله به أن يوصل } وذلك في مقابلة قوله من قبل { والذين يصلون ما أمر الله به أن يوصل } [ الرعد ، 21 ] فجعل من صفات هؤلاء القطع بالضد من ذلك الوصل ، والمراد به قطع ما يوجب الله تعالى وصله ، أي : لما له من المحاسن الجلية والخفية التي هي عين الصلاح ، ويدخل في ذلك وصل الرسول صلى الله عليه وسلم بالموالاة والمعاونة ، ووصل المؤمنين ووصل الأرحام ، ووصل سائر من له حق { ويفسدون } ، أي : يوقعون الفساد { في الأرض } ، أي : في أي جزء كان منها بالظلم وتهييج الفتن ، والدعاء إلى غير دين الله تعالى { أولئك }أي البعداء البغضاء { لهم اللعنة } ، أي : الطرد والبعد { ولهم سوء الدار } والدار لهم هي جهنم ، وليس لهم فيها إلا ما يسوء الصائر إليها .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.