غرائب القرآن ورغائب الفرقان للحسن بن محمد النيسابوري - النيسابوري- الحسن بن محمد  
{أَوَلَمۡ يَرَوۡاْ إِلَى ٱلۡأَرۡضِ كَمۡ أَنۢبَتۡنَا فِيهَا مِن كُلِّ زَوۡجٖ كَرِيمٍ} (7)

1

والزوج الصنف والكريم نعت لكل ما يرضى ويحمد في بابه منه " وجه كريم " إذا رضي في حسنه وجماله ، و " كتاب كريم " مرضي في مبانيه ، و " نبات كريم " مرضي فيما يتعلق به من المنافع ، فما من نبت إلا وفيه نفع وفائدة من جهة وإن كانت فيه مضرة من جهة أخرى . ويحتمل أن يراد بالكريم النافع منه وتكون المضارّ مسلوبة عنه . قال جار الله : معنى الجمع بين " كم " و " كل " دون أن يقول " كم أنبتنا فيها من زوج كريم " هو أن " كلا " قد دل على الإحاطة بأزواج النبات على سبيل التفصيل ، و " كم " دل على أن هذا محيط مفرط الكثرة . قلت : فالحاصل أن خلق النوع يصدق بخلق فرد واحد منه كما يصدق بخلق أفراد كثيرة . فقوله { كل زوج } إشارة إلى خلق كل نوع من أنواع النبات ، وقوله { كم أنبتنا } إشارة إلى كثرة أفراد كل نوع منه وفيه تنبيه على كمال القدرة ونهاية الجود والرحمة .

/خ68