غرائب القرآن ورغائب الفرقان للحسن بن محمد النيسابوري - النيسابوري- الحسن بن محمد  
{وَٱلَّذِينَ لَا يَدۡعُونَ مَعَ ٱللَّهِ إِلَٰهًا ءَاخَرَ وَلَا يَقۡتُلُونَ ٱلنَّفۡسَ ٱلَّتِي حَرَّمَ ٱللَّهُ إِلَّا بِٱلۡحَقِّ وَلَا يَزۡنُونَۚ وَمَن يَفۡعَلۡ ذَٰلِكَ يَلۡقَ أَثَامٗا} (68)

51

وعن ابن مسعود قلت : يا رسول الله أي الذنب أعظم ؟ قال : أن تجعل الله نداً وهو خلقك . قلت : ثم أي ؟ قال : أن تقتل ولدك خشيه أن يأكل معك . قلت : ثم أي ؟ قالك أن تزاني حليلة جارك . فأنزل الله عز وجل تصديقه : { والذين لا يدعون } إلى قوله { ولا يزنون } قال جار الله : نفى هذه الأمور الشنيعة عن الموصوفين بتلك الخلال العظيمة في الدين تعريض بما كان عليه أعداء المؤمنين من قريش وغيرهم كأنه قيل : والذين برأهم الله وطهرهم مما أنتم عليه . وقيل : إن الموصوف بالصفات المذكورة قد يرتكب هذه الأمور تديناً فبين الله تعالى أن المكلف لا يصير بتلك الخلال وحدها من عباد الرحمن حتى ينضاف إلى ذلك كونه مجانباً لهذه الكبائر ، والقتل بغير حق يشمل الوأد وغيره كما مر في سبب النزول { ومن يفعل ذلك } أي المذكور فترك المأمورات أو ارتكب المنهيات . والأثام جزاء الإثم بوزن الوبال والنكال ومعناهما . وقيل : هو الإثم والمضاف محذوف أي يلق جزاء الإثم ، وقرأ ابن مسعود { أياما } بتشديد الياء التحتانية يعني أيام الشدة . ومعنى مضاعفة العذاب لمن ارتكب مخالفة المذكورات أن يعذب على الشرك وعلى المعاصي الأخر جميعاً . هذا عند من يرى تعذيب الكفار بفروع الشرائع ، والمخالف يدعي أن المشار إليه بقوله { ذلك } هو قوله { والذين لا يدعون } .

/خ77