اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{أَوَلَمۡ يَرَوۡاْ إِلَى ٱلۡأَرۡضِ كَمۡ أَنۢبَتۡنَا فِيهَا مِن كُلِّ زَوۡجٖ كَرِيمٍ} (7)

قوله{[36874]} : { أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى الأرض كَمْ أَنبَتْنَا فِيهَا مِن كُلِّ زَوْجٍ } أي : صنف ، والكريم صفة لكل ما يرضى ويحمد في بابه ، يقال : «وجه كريم » إذا كان مرضياً في حسنه وجماله . و «كتاب كريم » : إذا كان مرضياً في فوائده ومعانيه . و «النبات الكريم » : هو المرضيّ في منافعه مما يأكل الناس والأنعام{[36875]} يقال : نخلة كريمة : [ إذا طاب حملها ، وناقة كريمة ]{[36876]} : إذا كثر{[36877]} لبنها . قال الشعبي : الناس مثل نبات الأرض ، فمن دخل الجنة فهو كريم ، ومن دخل النار فهو لئيم{[36878]} .

قوله : «كَمْ أَنْبَتْنَا » . «كَمْ »{[36879]} للتكثير ، فهي خبرية ، وهي منصوبة بما بعدها على المفعول به ، أي : كثيراً من الأزواج أنبتنا ، و { مِن كُلِّ زَوْجٍ } تمييز{[36880]} .

وجوَّز أبو البقاء أن تكون حالاً{[36881]} . ولا معنى له . قال الزمخشري : فإن قلت : ما معنى الجمع بين «كَمْ » و «كُلِّ » ولو قيل : أنبتنا فيها من زوج كريم{[36882]} . قلت : قد دل «كُلّ » على الإحاطة بأزواج النبات على سبيل التفصيل ، و «كَمْ » على أن هذا المحيط مُتَكَاثِرٌ مُفْرِطٌ في الكثرة{[36883]} .


[36874]:في ب: قوله تعالى.
[36875]:انظر الفخر الرازي 24/120.
[36876]:ما بين القوسين مكرر في الأصل.
[36877]:في ب: كبر. وهو تحريف.
[36878]:انظر البغوي 6/207 القرطبي 13/91.
[36879]:في ب: لم. وهو تحريف.
[36880]:انظر التبيان 2/994.
[36881]:انظر التبيان 2/994.
[36882]:في النسختين: من كل زوج. والتصويب من الكشاف.
[36883]:الكشاف 3/108.