غرائب القرآن ورغائب الفرقان للحسن بن محمد النيسابوري - النيسابوري- الحسن بن محمد  
{إِن نَّشَأۡ نُنَزِّلۡ عَلَيۡهِم مِّنَ ٱلسَّمَآءِ ءَايَةٗ فَظَلَّتۡ أَعۡنَٰقُهُمۡ لَهَا خَٰضِعِينَ} (4)

1

ثم بين أنه قادر على تنزيل آية ملجئة إلى الإيمان ولكن المشيئة والحكمة تقتضيان بناء الأمر على صورة الاختبار . قال صاحب الكشاف : وجه عطف { فظلت } على { ننزل } كما قيل في قوله { فاصدق وأكن } [ المنافقون : 10 ] كأنه قيل : أنزلنا فظلت . وأقول : الظاهر أن الفاء في { فظلت } للسببية بدليل عدم المستتر فيه كما في { ننزل } . ووجه العدول إلى الماضي كما قيل في { ونادى } [ الأعراف : 48 ] { وسيق } [ الزمر : 73 ] وجه مجيء { خاضعين } خبراً عن الأعناق إذ الأعناق تكون مقحماً لبيان موضع الخضوع . وأصل الكلام : فظلوا لها خاضعين أي حين وصفت الأعناق بالخضوع الذي هو للعقلاء قيل { خاضعين } كقوله { والشمس والقمر رأيتهم لي ساجدين }

[ يوسف : 4 ] وقيل : أعناقهم رؤساؤهم كما يقال لهم الرؤوس والصدور . وقيل : أراد جماعاتهم . يقال : جاءنا عنق من الناس لفوج منهم . عن ابن عباس : نزلت هذه الآية فينا وفي بني أمية . قال : ستكون لنا عليهم الدولة فتذل لنا أعناقهم بعد صعوبة ويلحقهم هوان بعد عزة .

/خ68