غرائب القرآن ورغائب الفرقان للحسن بن محمد النيسابوري - النيسابوري- الحسن بن محمد  
{أَوَلَمۡ يَرَوۡاْ أَنَّ ٱللَّهَ يَبۡسُطُ ٱلرِّزۡقَ لِمَن يَشَآءُ وَيَقۡدِرُۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَأٓيَٰتٖ لِّقَوۡمٖ يُؤۡمِنُونَ} (37)

ثم أشار بقوله { أولم يروا أن الله يبسط الرزق لمن يشاء } إلى أن الكل من الله فيجب أن يكون نظر المحقق في الحالين على الله . ففي حالة الرحمة يشتغل بالشكر ، وفي حالة الضراء لا ينسب الله إلى عدم القدرة وإلى عدم العناية بحال العبد بل يشتغل بالتوبة والإنابة إلى أوان الفرج والنصر ، وهذه مرتبة المؤمن الموحد فلذلك قال { إن في ذلك لآيات لقوم يؤمنون } ولا يخفى أن بسط الرزق مما يشاهد ويرى فلذلك قال { أولم يروا } وقال في " الزمر " { أولم يعلموا } [ الآية : 52 ] مناسبة لما قبله وهو { أوتيته على علم } [ القصص : 78 ] وقوله { ولكن أكثرهم لا يعلمون } .

/خ33