فتح الرحمن في تفسير القرآن لتعيلب - تعيلب  
{أَوَلَمۡ يَرَوۡاْ أَنَّ ٱللَّهَ يَبۡسُطُ ٱلرِّزۡقَ لِمَن يَشَآءُ وَيَقۡدِرُۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَأٓيَٰتٖ لِّقَوۡمٖ يُؤۡمِنُونَ} (37)

{ أو لم يعلموا أن الله يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر } أولم يدركوا أن ربنا يقضي ما يشاء ، ويختار ما يريد ، ويمنح من يريد ، ويعطي بقدر من يشاء ، ويوسع العطاء لمن شاء ؟ فإذا كانوا قد شاهدوا ذلك ونظروا إليه فهلا صبروا في الضيق{[3356]} والضراء{[3357]} ، وشكروا في السعة والرخاء ؟ ، { إن في ذلك لآيات لقوم يؤمنون } إن في إبداع صنعنا ، ومحكم تنزيلنا ، ونافذ أمرنا لعبرا وعلامات لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد ، وإن كانت الحجج قد سيقت للجميع إلا أن المتذكر بها والمعتبر من صدق واستيقن .


[3356]:نقل عن الطيبي: كم من أريب ملهم قلبه *** مستكمل العقل مقل عديم ومن جهول مكثر ماله *** ذلك تقدير العزيز العليم
[3357]:مما يقول القرطبي: والآية صفة للكافر، يقنط عند الشدة ويبطر عند النعمة، كما قيل، كحمار السوء إن أعلفته *** رمح الناس وإن جاع نهق وكثير ممن لم يرسخ الإيمان في قلبه بهذه المثابة،.. فأما المؤمن فيشكر ربه عند النعمة، ويرجوه عند الشدة.