قال جار الله : لما ذكر أن السيئة أصابتهم بما قدمت أيديهم أتبعه ذكر ما يجب أن يفعل وما يجب أن يترك قائلاً : { فآت ذا القربى حقه } الآية . وأقول : لما بين كيفية التعظيم لأمر الله أشار إلى الشفقة على خلق الله قائلاً { فآت } أيها المكلف أو النبي والأمة يتبعونه لا محالة كما مر في قوله { فأقم وجهك } [ الروم : 30 ] وفيه أن الله إذا بسط الرزق فلا ينقص بالإِنفاق ، وإذا ضيق لم يزدد بالإمساك ، فينبغي أن لا يتوقف الإنسان في الإحسان . وفي تخصيص الأصناف الثلاثة بالذكر دلالة على أنهم أولى بالإشفاق عليهم من سائر الأصناف . وإنما قال { ذا القربى } ولم يقل " القريب " ليكون نصاً في معناه ولا يشتبه بالقرب المكاني ، وفيه أن القرابة أمر له دوام بخلاف المسكنة وكونه من أبناء السبيل . وفي قوله { فآت ذا القربى حقه } دون أن يقول " فآت هذه الأصناف حقوقهم " تشريف لذوي القرابة حيث جعل الصنفين الآخرين تابعاً لهم على الإطلاق . فإنه إذا قال الملك : خل فلاناً يدخل وفلاناً أيضاً كان أدخل في التعظيم من أن يقول : خل فلاناً وفلاناً يدخلان { ذلك } الإيتاء { خير } في نفسه أو خير من المنع { للذين يريدون وجه الله } أي ذاته أو جهة قربته فإن من أنفق ألوفاً رياء وسمعة لم ينل درجة من أنفق رغيفاً لوجه الله { وأولئك هم المفلحون } كقوله في أول " البقرة " لأن قوله فأقم وجهك } [ الروم : 30 ] إشارة إلى الإيمان بالغيب وغيره أو إلى إقامة الصلاة ، وقوله { وآت ذا القربى } أمر بالزكاة بل بالصدقة المطلقة . وفي قوله { يريدون وجه الله } إشارة إلى الاعتراف بالمعاد .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.