غرائب القرآن ورغائب الفرقان للحسن بن محمد النيسابوري - النيسابوري- الحسن بن محمد  
{وَمَآ ءَاتَيۡتُم مِّن رِّبٗا لِّيَرۡبُوَاْ فِيٓ أَمۡوَٰلِ ٱلنَّاسِ فَلَا يَرۡبُواْ عِندَ ٱللَّهِۖ وَمَآ ءَاتَيۡتُم مِّن زَكَوٰةٖ تُرِيدُونَ وَجۡهَ ٱللَّهِ فَأُوْلَـٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡمُضۡعِفُونَ} (39)

33

ثم أراد أن يعظم شأن الصدقة فضم إلى ذلك تقبيح أمر الربا استطراداً . فمن قرأ ممدوداً فظاهر ، ومن قرأ مقصوراً فهو من الإتيان أي وما غشيتموه أو أصبتموه من إعطاء ربا ليربو أي ليزيد في أموال أكلة الربا ، وفي القراءة الأخرى ليزيد في أموالهم { فلا يربو } فلا يزكو ولا ينمو { عند الله } لأنه يمحق بركتها نظيره ما مر في آخر البقرة { يمحق الله الربا ويربى الصدقات } [ الآية : 276 ] قيل : نزلت في ثقيف وكانوا يرابون . وقيل : نزلت في الهبة أو الإهداء لأجل عوض زائد ، فبين الله تعالى أن ذلك لا يوجب الثواب عند الله وإن كان مباحاً . وفي الحديث " الجانب المستغزر يثاب عن هبته " أي الرجل الغريب إذا أهدى شيئاً فإنه ينبغي أن يزاد في عوضه . قال جار الله : في قوله { فأولئك } التفات حسن كأنه قال ذلك لخواصه ولملائكته وهو أمدح لهم من أن يقول " فأنتم المضعفون " أي ذوو الإضعاف من الحسنات نظيره المقوي والموسر لذوي القوة واليسار ، والرابط محذوف أي هم المضعفون به . وجوز في الكشاف أن يراد فمؤتوه أولئك هم المضعفون . قالت العلماء : أراد الإضعاف في الثواب لا في المقدار ، فليس من أعطى رغيفاً فإن الله يعطيه عشرة أرغفة ، وإنما المراد أن الرغيف الواحد لو اقتضى أن يكون ثوابه قصراً في الجنة فإن الله تعالى يعطيه عشرة قصور تفضلاً .

/خ33