غرائب القرآن ورغائب الفرقان للحسن بن محمد النيسابوري - النيسابوري- الحسن بن محمد  
{ٱنظُرۡ كَيۡفَ يَفۡتَرُونَ عَلَى ٱللَّهِ ٱلۡكَذِبَۖ وَكَفَىٰ بِهِۦٓ إِثۡمٗا مُّبِينًا} (50)

41

ثم عجب النبي صلى الله عليه وسلم من فريتهم وادعاء زكاتهم ومكانتهم عند الله فقال : { انظر كيف يفترون على الله الكذب وكفى به } أي بزعمهم هذا { إثماً مبيناً } من بين سائر آثامهم . قال المفسرون : خرج كعب بن الأشرف وحيي بن الأخطب في سبعين راكباً من اليهود إلى مكة بعد وقعة أحد ليحالفوا قريشاً على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ونقضوا العهد الذي بينهم وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم . فنزل كعب على أبي سفيان والآخرون في دور قريش . فقال لهم أهل مكة : إنكم أهل كتاب ومحمد صلى الله عليه وسلم صاحب كتاب ، ولا نأمن أن يكون هذا مكراً منكم . فإن أردتم أن نخرج معكم فاسجدوا لهذين الصنمين وآمنوا بهما فذلك قوله : { يؤمنون بالجبت والطاغوت } ثم قال كعب لأهل مكة : ليجيء منكم ثلاثون ومنا ثلاثون فنلزق أكبادنا بالكعبة فنعاهد رب البيت لنجهدن على قتال محمد صلى الله عليه وسلم ففعلوا ذلك ، فلما فرغوا قال أبو سفيان لكعب : إنك امرؤ تقرأ الكتاب وتعلم ونحن أميون لا نعلم ، فأينا أهدى طريقاً وأقرب إلى الحق ، أنحن أم محمد صلى الله عليه وسلم ؟ فقال كعب : اعرضوا علي دينكم . فقال أبو سفيان : نحن ننحر للحجيج الكوماء ونسقهم الماء ونقري الضعيف ونفك العاني ونصل الرحم ونعمر بيت ربنا ونطوف به ونحن أهل الحرم ، ومحمد فارق دين آبائه وقطع الرحمن وفارق الحرم ، وديننا القديم ودين محمد صلى الله عليه وسلم الحديث . فقال كعب : أنتم والله أهدى سبيلاً مما هو عليه فأنزل الله تعالى :

/خ57