غرائب القرآن ورغائب الفرقان للحسن بن محمد النيسابوري - النيسابوري- الحسن بن محمد  
{أَلَمۡ تَرَ إِلَى ٱلَّذِينَ يُزَكُّونَ أَنفُسَهُمۚ بَلِ ٱللَّهُ يُزَكِّي مَن يَشَآءُ وَلَا يُظۡلَمُونَ فَتِيلًا} (49)

41

عن ابن عباس في رواية الكلبي أن قوماً من اليهود أتوا بأطفالهم إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا : يا محمد هل على هؤلاء ذنب ؟ فقال : لا . فقالوا : والله ما نحن إلاّ كهيئتهم . ما عملنا بالليل يكفر عنا بالنهار ، وما عملنا بالنهار يكفر عنا بالليل . وكانوا يقولون :{ نحن أبناء الله وأحباؤه }[ المائدة :18 ] { لن يزكون أنفسهم } ويدخل فيه كل من زكى نفيه ووصفها بزكاء العمل أو قبول الطاعة والزلفى عند الله { بل الله يزكي من يشاء } وإن تزكيته هي التي يعتد بها كما أخبر عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله : " والله إني لأمين في السماء أمين في الأرض " وكفى بإظهار المعجزات على يده تزكية له وتصديقاً لقوله : { ولا يظلمون فتيلاً } هو ما فتلت بين أصبعيك من الوسخ " فعيل " بمعنى " مفعول " . ابن السكيت : هو ما كان في شق النواة . والضمير للذين يزكون أن يعاقبون على تزكيتهم أنفسهم حق جزائهم ، أو لمن يشاء أي يثابون على زكاتهم من غير نقص شيء من ثوابهم .

/خ57