الدر المصون في علم الكتاب المكنون للسمين الحلبي - السمين الحلبي  
{ٱنظُرۡ كَيۡفَ يَفۡتَرُونَ عَلَى ٱللَّهِ ٱلۡكَذِبَۖ وَكَفَىٰ بِهِۦٓ إِثۡمٗا مُّبِينًا} (50)

قوله تعالى : { انظُرْ كَيفَ يَفْتَرُونَ } : كيف منصوبٌ ب " يَفْتَرون " وتقدَّم الخلافُ فيه ، والجملةُ في محلِّ نصب بعد إسقاط الخافضِ ، لأنها معلقةٌ ل " انظر " و " انظر " يتعدَّى ب " في " لأنَّها هنا ليست بصريةً . و " على الله " متعلقٌ ب " يفترون " وأجاز أبو البقاء أن يتعلَّقَ بمحذوفٍ على أنه حالٌ من " الكذب " قُدِّم عليه قال : " ولا يجوزُ أَنْ يتعلَّقَ بالكذبِ ؛ لأنَّ معمولَ المصدرِ لا يقتدَّم عليه ، فإنْ جُعِل على التبيين جاز " وجَوَّز ابنُ عطية أن تكونَ " كيف " مبتدأً ، والجملةُ من قولِه " يفترون " الخبرُ ، وهذا فاسدٌ لأنَّ " كيف " لا تُرْفَعُ بالابتداء ، وعلى تقديرِ ذلك فأين الربطُ بينها وبين الجملةِ الواقعة خبراً عنها ؟ ولم تكن نفسَ المبتدأ حتى تَسْتغني عن رابط . و " إثْماً " تمييزٌ ، والضميرُ في " به " عائدٌ على الكذب ، وقيل : على الافتراءِ ، وجَعَله الزمخشري عائداً على زعمِهم ، يعني مِنْ حيث التقديرُ .