فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{ٱنظُرۡ كَيۡفَ يَفۡتَرُونَ عَلَى ٱللَّهِ ٱلۡكَذِبَۖ وَكَفَىٰ بِهِۦٓ إِثۡمٗا مُّبِينًا} (50)

{ انظر كيف يفترون على الله الكذب وكفى به إثما مبينا ( 50 ) ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبا من الكتاب يؤمنون بالجبت والطاغوت ويقولون للذين كفروا هؤلاء أهدى من الذين آمنوا سبيلا ( 51 ) أولئك الذين لعنهم الله ومن يلعن الله فلن تجد له نصيرا ( 52 ) }

ثم عجب النبي صلى الله عليه وسلم من تزكيتهم لأنفسهم فقال { انظر كيف يفترون على الله الكذب } في قولهم ذلك ، والافتراء الاختلاق ومنه افترى فلان على فلان أي رماه بما ليس فيه ، وفريت الشيء قطعته ، والافتراء والكذب متقاربان معنى أو معناهما واحد .

وفي قوله { وكفى به إثما مبينا } من تعظيم الذنب وتهويله ما لا يخفى أي كفى بالافتراء وحده وبالأولى إذا انضم إلى التزكية ، والتنكير في إثما للتشديد .