ولم يقل في الرابعة ما يفسدها بل قال { نحن جعلناها تذكرة } تتعظون بها ولا تنسون نار جهنم كما روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم " ناركم هذه التي يوقدها بنو آدم جزء من سبعين جزءاً من جهنم " { ومتاعاً } وسبب تمتع ومنفعة { للمقوين } للذين ينزلون القواء وهي القفر أو للذين خلت بطونهم أو مزاودهم من الطعام في السفر من أقوى الرجل إذا لم يأكل شيئاً من أيام . وفي نسق هذه الآيات بشارة للمؤمنين وذلك أنه سبحانه بدأ بالوعيد الشديد وهو تغيير ذات الإنسان بالكلية في قوله { وما نحن بمسبوقين على أن نبدل أمثالكم } ثم ترك ذلك المقام إلى أسهل منه وهو تغير قوته ذاتاً فقال { لو نشاء لجعلناه حطاماً } ثم عقبه بأسهل وهو تغيير مشروبه نعتاً لا ذاتاً ولهذا حذف اللام في قوله { لو نشاء جعلناه أجاجاً } ويحتمل عندي أن يكون سبب حذف اللام هو كون " لو " بمعنى " أن " وذلك أن الماء باقٍ هاهنا فيكون التعليق حقيقة بخلاف الزرع فإنه بعد أن حصد صار التعليق المذكور وهمياً فافهم . ثم ختم بتذكير النار وفيه وعد من وجه ووعيد من وجه . أما الأول فلأنه لم يبين ما يفسدها كما قلنا يدل على أن الختم وقع على الرأفة والرحمة . وأما الثاني فلأن عدم ذكر مفسدها يدل على بقائها في الآخرة . وفي قوله { تذكرة } إشارة إلى ما قلنا . ثم أمر بإحداث التسبيح بذكره
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.