غرائب القرآن ورغائب الفرقان للحسن بن محمد النيسابوري - النيسابوري- الحسن بن محمد  
{ثُمَّ يَتُوبُ ٱللَّهُ مِنۢ بَعۡدِ ذَٰلِكَ عَلَىٰ مَن يَشَآءُۗ وَٱللَّهُ غَفُورٞ رَّحِيمٞ} (27)

17

أما قوله { ثم يتوب الله من بعد ذلك } أي يسلم ناس منهم . «روي أن ناساً جاؤوا تائبين فأسلموا وقالوا : يا رسول الله أنت خير الناس وأبرهم وقد سبي أهلونا وأولادنا وأخذت أموالنا . قيل سبي يومئذ آلاف نفس وأخذ من الإبل والغنم ما لا يحصى . فقال : «إن عندي ما ترون العساكر الفقراء وإن خير القول أصدقه ، اختاروا وإما ذراريكم ونساءكم وإما أموالكم . قالوا : ما كنا نعدل بالأحساب شيئاً . فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : إن هؤلاء جاؤوا مسلمين وإنا خيرناهم بين الذراري والأموال فلم يعدلوا بالأحساب شيئاً . فمن كان بيده شيء وطابت نفسه أن يرده فشأنه ومن لا فليعطنا وليكن قرضاً علينا حتى نصيب شيئاً فنعطيه مكانه . قالوا : رضينا وسلمنا فقال : إني لا أدري لعل فيكم من لا يرضى فمروا عرفاءكم فليرفعوا ذلك إلينا . فرفعت إليه صلى الله عليه وسلم العرفاء أن قد رضوا » .