بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{ثُمَّ يَتُوبُ ٱللَّهُ مِنۢ بَعۡدِ ذَٰلِكَ عَلَىٰ مَن يَشَآءُۗ وَٱللَّهُ غَفُورٞ رَّحِيمٞ} (27)

قوله تعالى : { ثُمَّ يَتُوبُ الله مِن بَعْدِ ذلك على مَن يَشَاء } من أصحاب مالك بن عوف من كان أَهْلاً للإسلام . وروي عن محمد بن كعب القرظي قال : لما انهزم مالك بن عوف ، سار مع ثلاثة آلاف ، فقال لأصحابه : هل لكم أن تصيبوا من محمد مالاً ؟ قالوا : نعم . فأرسل إلى النبي صلى الله عليه وسلم : إني أريد أن أسلم ، فما تعطيني ؟ فأرسل إليه النبي صلى الله عليه وسلم : « إِنِّي أُعْطِيكَ مِائةً مِنَ الإِبِلِ وَرُعَاتَهَا » . فجاء فأسلم ، فأقام يومين أو ثلاثة ؛ فلما رأى المسلمين ورقتهم وزهدهم واجتهادهم ، رق لذلك فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : « يَا ابْنَ عَوْفٍ أَلاَ نَفِي لَكَ بِمَا أَعْطَيْنَاكَ مِنَ الشَّرْطِ ؟ » فقال : يا رسول الله ، أمثلي من يأخذ على الإسلام شيئاً ؟ قال : فكان مالك بن عوف بعد ذلك ممن افتتح عامة الشام ثم قال الله عز وجل : { والله غَفُورٌ } لما كان من الشرك ، { رَّحِيمٌ } بهم في الإسلام .