مدارك التنزيل وحقائق التأويل للنسفي - النسفي  
{فَإِنِ ٱسۡتَكۡبَرُواْ فَٱلَّذِينَ عِندَ رَبِّكَ يُسَبِّحُونَ لَهُۥ بِٱلَّيۡلِ وَٱلنَّهَارِ وَهُمۡ لَا يَسۡـَٔمُونَ۩} (38)

{ فَإِنِ استكبروا فالذين عِندَ رَبِّكَ } أي الملائكة { يُسَبِّحُونَ لَهُ بالليل والنهار وَهُمْ لاَ يَسْئَمُونَ } لا يملون . والمعنى فإن استكبروا ولم يمتثلوا ما أمروا به وأبوا إلا الواسطة وأمروا أن يقصدوا بسجودهم وجه الله خالصاً ، فدعهم وشأنهم فإن الله تعالى لا يعدم عابد أو ساجد بالإخلاص وله العباد المقربون الذين ينزهونه بالليل والنهار عن الأنداد . و { عِندَ رَبّكَ } عبارة عن الزلفى والمكانة والكرامة . وموضع السجدة عندنا { لاَ يَسْئَمُونَ } وعند الشافعي رحمه الله عند { تَعْبُدُونَ } والأول أحوط .