الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{فَإِنِ ٱسۡتَكۡبَرُواْ فَٱلَّذِينَ عِندَ رَبِّكَ يُسَبِّحُونَ لَهُۥ بِٱلَّيۡلِ وَٱلنَّهَارِ وَهُمۡ لَا يَسۡـَٔمُونَ۩} (38)

ثم قال تعالى : { فإن استكبروا فالذين عند ربك يسبحون له بالليل والنهار } أي : فإن استكبر هؤلاء الذين أنت – يا محمد – بين أظهرهم ، عن السجود والخضوع لله الذي خلقهم وخلق الشمس ، فإن الملائكة الذين عند ربك لا يستكبرون عن ذلك : على جلالة قدرهم{[60444]} ، بل يسبحون له ويصلون ليلا ونهارا .

{ وهم لا يسئمون } أي : لا يفترون ولا يملون .

ومعنى { عند ربك } أي : في طاعته وعبادته ، لم يعن{[60445]} القرب من مكانه لأن المكان على الله تعالى{[60446]} لا يجوز ولا يحتاج إلى مكان لأن المكان محدث وقد كان تعالى ذكره ولا مكان . فالمعنى : فالذين في طاعة ربك وعبادته يسبحون له .


[60444]:(ح): قدرتهم.
[60445]:غير مقروء في (ت).
[60446]:(ح): سبحانه.