الجواهر الحسان في تفسير القرآن للثعالبي - الثعالبي  
{فَإِنِ ٱسۡتَكۡبَرُواْ فَٱلَّذِينَ عِندَ رَبِّكَ يُسَبِّحُونَ لَهُۥ بِٱلَّيۡلِ وَٱلنَّهَارِ وَهُمۡ لَا يَسۡـَٔمُونَ۩} (38)

ثم خاطب جل وعلا نَبِيَّهُ عليه السلام بما يتضمَّن وعيدهم وحقارَة أمرهم ، وأَنَّهُ سبحانه غَنِيٌّ عن عبادتهم بقوله : { فَإِنِ استكبروا } الآية ، وقوله : { فالذين } يعني بهم الملائكة هم صَافُّونَ يسبحون ، و{ عِندَ } هنا ليست بظرف مكان ؛ وإِنَّما هي بمعنى المنزلة والقربةِ ؛ كما تقول : زَيْدٌ عنْدَ الْمَلِكِ جليلٌ ، ويروى أَنَّ تَسبيحَ الملائكة قد صار لهم كالنَّفْسِ لبني آدم ، { وَلاَ يَسْئَمُونَ } معناه : لا يَملُّون .