محاسن التأويل للقاسمي - القاسمي  
{وَمَآ أَكۡثَرُ ٱلنَّاسِ وَلَوۡ حَرَصۡتَ بِمُؤۡمِنِينَ} (103)

وقوله تعالى :

/ [ 103 ] { وما أكثر الناس ولو حرصت بمؤمنين 103 } .

{ وما أكثر الناس } يريد به العموم ، أو أهل مكة . { ولو حرصت } أي جهدت كل الجهد على إيمانهم ، وبالغت في إظهار الآيات القاطعة الدالة على صدقك ، { بمؤمنين } أي بالكتب والرسل ، لميلهم إلى الكفر ، وسبيل الشر ، يعني : قد وضح بمثل هذا النبأ نبوته صلوات الله عليه ، وقامت الحجة ، ومع ذلك فما آمن أكثر الناس ، كما قال تعالى{[4951]} : { إن في ذلك لآية وما كان أكثرهم بمؤمنين } .

قال الرازي : ما معناه : وجه اتصال هذه الاية بما قبلها ، أن كفار قريش ، وجماعة من اليهود ، طلبوا من النبي عليه الصلاة والسلام قص نبأ يوسف تعنتا ، فكان يظن أنهم يؤمنون إذا تلى عليهم ، فلما نزلت وأصروا على كفرهم ، قيل له : { وما أكثر الناس } الخ . وكأنه إشارة إلى ما ذكر في قوله تعالى{[4952]} : { إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء } .


[4951]:[26 /الشعراء / 8 و 67 و 103 و121 و139 و158 و 174 و190].
[4952]:[28 /القصص / 56].