محاسن التأويل للقاسمي - القاسمي  
{رَبَّنَآ إِنَّكَ تَعۡلَمُ مَا نُخۡفِي وَمَا نُعۡلِنُۗ وَمَا يَخۡفَىٰ عَلَى ٱللَّهِ مِن شَيۡءٖ فِي ٱلۡأَرۡضِ وَلَا فِي ٱلسَّمَآءِ} (38)

[ 38 ] { ربنا إنك تعلم ما نخفي وما نعلن وما يخفى على الله من شيء في الأرض ولا في السماء 38 } .

{ ربنا إنك تعلم ما نخفي وما نعلن وما يخفى على الله من شيء في الأرض ولا في السماء } لأن الكل خلقه { ألا يعلم من خلق } {[5160]} .

قال الزمخشري : المعنى : إنك أعلم . بأحوالنا وما يصلحنا وما يفسدنا منا . وأنت أرحم بنا منا بأنفسنا ولها . فلا حاجة إلى الدعاء والطلب . وإنما ندعوك إظهارا للعبودية لك ، وتخشعا لعظمتك ، وتذللا لعزتك ، وافتقارا إلى ما عندك ، واستعجالا لنيل أياديك ، وولها إلى رحمتك . وكما يتعلق العبد بين يدي سيده رغبة في إصابة معروفه ، مع توفر السيد على حسن الملكة .

/ وعن بعضهم : أنه رفع حاجته إلى كريم فأبطأ عليه النجح . فأراد أن يذكره فقال : مثلك لا يذكر استقصارا ولا توهما للغفلة عن حوائج السائلين . ولكن ذا الحاجة لا تدعه حاجته أن لا يتكلم فيها . انتهى .

وجوز في قوله تعالى : { وما يخفى على الله من شيء } الخ ، أن يكون من كلامه تعالى ، تصديقا لإبراهيم ، أو من كلامه عليه السلام .


[5160]:[67 / الملك / 14].