نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي  
{رَبَّنَآ إِنَّكَ تَعۡلَمُ مَا نُخۡفِي وَمَا نُعۡلِنُۗ وَمَا يَخۡفَىٰ عَلَى ٱللَّهِ مِن شَيۡءٖ فِي ٱلۡأَرۡضِ وَلَا فِي ٱلسَّمَآءِ} (38)

ولما فرغ من الدعاء بالأهم من الإبقاء على الفطرة الأولى المشوقة للعزائم إلى العكوف في دارة الأنس{[45176]} ، ومن الكفاية لهم المعاش ، المنتج للشكر بإنفاق الفضل ، وتبين من ذلك أنهم خالفوا أعظم آبائهم في جميع ما قصده لهم{[45177]} من المصالح ، أتبعه ما يحث على الإخلاص{[45178]} في ذلك وغيره{[45179]} له ولغيره ليكون أنجح للمراد بضمان الإسعاد ولا سيما مع تكرير النداء الدال على مزيد التضرع فقال : { ربنا } أي أيها المحسن إلينا المالك لجميع أمورنا { إنك تعلم ما{[45180]} } أي جميع ما { نخفي وما نعلن } ثم أشار إلى عموم{[45181]} علمه فقال : { وما يخفى على الله } أي الذي أحاط بكل شيء{[45182]} قدرة وعلماً{[45183]} . وبالغ في النفي فقال : { من شيء } من ذلك ولا غيره { في الأرض } ولما كان في سياق المبالغة ، أعاد النافي تأكيداً فقال : { ولا في السماء * } أي فهو غير محتاج إلى التعريف بالدعاء ، فالدعاء إنما هو لإظهار العبودية ، {[45184]} واسم الجنس شامل{[45185]} لما فوق الواحد ، ومن فوائد التعبير{[45186]} بالإفراد{[45187]} الدلالة{[45188]} على أن من{[45189]} كان محيطاً بكل ما في المتقابلين من غير أن يحجبه أحدهما عن الآخر ، كان محيطاً{[45190]} بغيرهما كذلك من غير فرق .


[45176]:من ظ و م ومد، وفي الأصل: الامن.
[45177]:زيد من م ومد.
[45178]:سقط ما بين الرقمين من ظ.
[45179]:سقط ما بين الرقمين من ظ.
[45180]:سقط من ظ.
[45181]:في ظ: جميع.
[45182]:في ظ: علما وقدرة.
[45183]:في ظ: علما وقدرة.
[45184]:العبارة من هنا إلى "غير فرق" ساقطة من م.
[45185]:من ظ ومد، وفي الأصل: ساما.
[45186]:في ظ: التعريف.
[45187]:زيدت الواو بعده في الأصل و ظ، ولم تكن في مد فحذفناها.
[45188]:في ظ: الدالة.
[45189]:زيد لاستقامة العبارة.
[45190]:زيد من ظ ومد.