ولما فرغ من الدعاء بالأهم من الإبقاء على الفطرة الأولى المشوقة للعزائم إلى العكوف في دارة الأنس{[45176]} ، ومن الكفاية لهم المعاش ، المنتج للشكر بإنفاق الفضل ، وتبين من ذلك أنهم خالفوا أعظم آبائهم في جميع ما قصده لهم{[45177]} من المصالح ، أتبعه ما يحث على الإخلاص{[45178]} في ذلك وغيره{[45179]} له ولغيره ليكون أنجح للمراد بضمان الإسعاد ولا سيما مع تكرير النداء الدال على مزيد التضرع فقال : { ربنا } أي أيها المحسن إلينا المالك لجميع أمورنا { إنك تعلم ما{[45180]} } أي جميع ما { نخفي وما نعلن } ثم أشار إلى عموم{[45181]} علمه فقال : { وما يخفى على الله } أي الذي أحاط بكل شيء{[45182]} قدرة وعلماً{[45183]} . وبالغ في النفي فقال : { من شيء } من ذلك ولا غيره { في الأرض } ولما كان في سياق المبالغة ، أعاد النافي تأكيداً فقال : { ولا في السماء * } أي فهو غير محتاج إلى التعريف بالدعاء ، فالدعاء إنما هو لإظهار العبودية ، {[45184]} واسم الجنس شامل{[45185]} لما فوق الواحد ، ومن فوائد التعبير{[45186]} بالإفراد{[45187]} الدلالة{[45188]} على أن من{[45189]} كان محيطاً بكل ما في المتقابلين من غير أن يحجبه أحدهما عن الآخر ، كان محيطاً{[45190]} بغيرهما كذلك من غير فرق .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.