محاسن التأويل للقاسمي - القاسمي  
{مُهۡطِعِينَ مُقۡنِعِي رُءُوسِهِمۡ لَا يَرۡتَدُّ إِلَيۡهِمۡ طَرۡفُهُمۡۖ وَأَفۡـِٔدَتُهُمۡ هَوَآءٞ} (43)

[ 43 ] { مهطعين مقنعي رؤوسهم لا يرتد إليهم طرفهم وأفئدتهم هواء 43 } .

{ مهطعين } أي مسرعين إلى الداعي الذي يدعوهم إلى المحشر . وهذا بيان لكيفية قيامهم من قبورهم ، وعجلتهم إلى المحشر كقوله تعالى{[5161]} : { مهطعين إلى الداع } وقوله{[5162]} : { يوم يخرجون من الأجداث سراعا } .

{ مقنعي رؤوسهم } أي رافعيها إلى السماء { لا يرتد إليهم طرفهم } أي لا يطرفون . ولكن عيونهم مفتوحة ممدودة من غير تحريك للأجفان { وأفئدتهم هواء } أي لا قوة فيها ، ولا ثبات ، لشدة الفزع .

قال الزمخشري : الهواء الخلاء الذي لم تشغله الأجرام ، فوصف به . فقيل : قلب فلان هواء ، إذا كان جبانا لا قوة في قلبه ولا جراءة . ويقال للأحمق أيضا : قلبه هواء ، والمعنى : أن القلوب يومئذ زائلة عن أماكنها . والأبصار شاخصة . والرؤوس مرفوعة إلى السماء . من هول ذلك اليوم وشدته وخوف ما يقع فيه .


[5161]:[54 / القمر / 84].
[5162]:[70/ المعارج / 43].