محاسن التأويل للقاسمي - القاسمي  
{سُنَّةَ مَن قَدۡ أَرۡسَلۡنَا قَبۡلَكَ مِن رُّسُلِنَاۖ وَلَا تَجِدُ لِسُنَّتِنَا تَحۡوِيلًا} (77)

[ 77 ] { سنة من قد أرسلنا قبلك من رسلنا ولا تجد لسنّتنا تحويلا 77 } .

{ سنة من قد أرسلنا قبلك من رسلنا } يعني أن كل قوم أخرجوا رسولهم من بين ظهرانيهم ، فسنة الله أن يهلكهم . ونصبت نصب المصدر المؤكد . أي سنّ الله ذلك سنة { ولا تجد لسنّتنا تحويلا } أي تغييرا . ولا يخفى أن المراد بعدم لبثهم ، إهلاكهم . سواء كان بالاستئصال ، أو لا . قال ابن كثير : وكذلك وقع . فإنه صلى الله عليه وسلم لم يكن بين هجرته من بين أظهرهم ، بعد ما اشتد أذاهم له ، إلا سنة ونصف ، حتى جمعهم الله إياه ببدر على غير ميعاد . فأمكنه منهم ، وسلطه عليهم ، وأظفره بهم . فقتل أشرافهم وسبى سراتهم . ولهذا قال تعالى : { سنة من قد أرسلنا } أي هكذا عادتنا في الذين كفروا برسلنا وآذوهم . يخرج الرسول من بين أظهرهم ويأتيهم العذاب . ولولا أنه صلى الله عليه وسلم رسول الرحمة ، لجاءهم من النقم في الدنيا ما لا قبل لأحد به . كما قال تعالى{[5421]} : { وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم } .


[5421]:[8 / الأنفال / 33].